وذكّرت الصحيفة، في تقرير، السبت، بأنّه كان من الواضح، أنّ العلاقة الوطيدة بين الولايات المتحدة وكندا، على وشك التغيير، بعد تولّي دونالد ترامب منصبه، لا سيما بعد دعوته إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاق "نافتا" التجاري مع الجارة الشمالية، وانتقاده تسامح كندا مع آلاف المهاجرين الذي قصدوا حدودها بعد إغلاق الحدود الأميركية في وجههم.
غير أنّ الصحيفة اعتبرت أنّ ما حصل هذا الأسبوع، كان وراء التحوّل الأكثر صراحة في العلاقة بين الطرفين، عندما قالت الولايات المتحدة إنّها ستبقى على الهامش، بينما انتقد مسؤولون سعوديون كندا بسبب دعوتها إلى إطلاق سراح ناشطين حقوقيين معتقلين في المملكة.
— Guardian US (@GuardianUS) August 11, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Guardian US (@GuardianUS) August 11, 2018
|
وأشارت الصحيفة إلى أنّ كندا لم تلق دعماً من حلفائها، بعد موقفها الداعم لحقوق الإنسان، وأوردت في هذا الإطار تصريحاً يصف موقف أوتاوا، عندما عبّرت راشيل كوران، مديرة السياسة في حكومة رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر، عن أسفها، قائلة في تغريدة على "تويتر"، "ليس لدينا صديق واحد في العالم بأسره".
— Rachel Curran (@reicurran) August 7, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Rachel Curran (@reicurran) August 7, 2018
|
ولفتت "ذا غارديان" كذلك، إلى أنّ بريطانيا كانت خافتة الصوت بشكل مماثل في ردها، ناقلة تصريح بوب راي، الزعيم سابق للحزب "الليبرالي الفيدرالي"، عندما قال ساخراً إنّ "البريطانيين والترامبيين (نسبة لدونالد ترامب) يهرعون إلى التغطية على غيرهم، ويقولون إننا أصدقاء مع كل من السعوديين والكنديين. شكراً لدعم حقوق الإنسان يا شباب، وسنتذكر بدورنا ذلك بالتأكيد".
— Bob Rae (@BobRae48) August 7, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Bob Rae (@BobRae48) August 7, 2018
|
ويرى محللون ومسؤولون إقليميون، بحسب الصحيفة، أنّ الخلاف لا علاقة له بكندا، بقدر ما هو إشارة أوسع من الرياض للحكومات الغربية، بأنّ أي انتقاد لسياساتها المحلية "غير مقبول".
وأشارت إلى أنّ عدة دول أعربت عن دعمها للسعودية، بما في ذلك مصر وروسيا، بينما بدت كندا وحدها على موقفها في الأزمة.
وقال توماس جونو، الأستاذ بجامعة أوتاواـ لـ"ذا غارديان"، إنّ كندا، وفي هذا النزاع تحديداً، ليست بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ "العلاقات السعودية- الكندية محدودة للغاية، لذلك لا يوجد الكثير من الضرر الذي لحق بكندا لغاية الآن".
غير أنّ جونو اعتبر أنّ الموقف الأميركي "يجب أن يكون مصدر قلق كبير لطرح كندا سؤالاً مفاده: عندما تلحق بنا أزمة حقيقية ونبقى وحدنا، ماذا علينا أن نفعل؟".
ورأى جونو أنّ "أحداث الأسبوع أضافت قوة دافعة لجدل يدور حالياً لكن ببطء في كندا"، مضيفاً "أخذنا خطوة نحو البحث الجاد عن الذات؛ بمعنى ما الذي يعنيه بالنسبة إلى كندا، أن يكون لديها ولايات متحدة أكثر أحادية، ومتخلية أكثر عن القواعد والمعايير، ودورها القيادي في النظام الدولي الذي لعبته على مدى 70 عاماً؟".
ونبّه جونو إلى أنّ "هذه التغييرات في مواقف الولايات المتحدة، تشجّع السعودية بشكل واضح على الاستمرار في سياساتها"، واصفاً السياسات الأخيرة للمملكة تجاه اليمن وقطر ولبنان، بأنّها "نمط من سلوك عدواني طموح ومتهور".
ولا يرى جونو نهاية قريبة للأزمة، لاسيما وأنّ كلا الطرفين لا يعانيان من كلفة كبيرة جراء النزاع، بحسب ما قال للصحيفة، مشيراً إلى أنّ "السعودية أظهرت، في السنوات الأخيرة، القليل من الميل نحو التراجع عن سلوكها المتهور والمندفع، في حين أنّ الحكومة الفيدرالية الكندية، التي تخوض انتخابات خلال 14 شهراً، وتواجه انتقادات مسبقاً لتوقيعها على بيع أكثر من 900 عربة مدرعة إلى الرياض، غير راغبة بتبنّي أي نوع من المواقف الاسترضائية تجاه المملكة المحافظة".
وبينما عبّر البعض في كندا عن خيبة أملهم، من اختيار بريطانيا وأوروبا البقاء علناً على الهامش من الأزمة مع السعودية، رأى جونو أنّ ذلك "غير مفاجئ".
وذكّر بهذا السياق قائلاً إنّه "عندما كانت السعودية تواجه معارك مشابهة مع السويد وألمانيا في السنوات الأخيرة، هل شقّت كندا طريقها إلى جانب السويد وألمانيا؟ لا، على الإطلاق. لقد بقينا صامتين، لأنّه لم يكن هناك مكسب لنا في حال التدخل. لذا على الجانب الأوروبي، الحساب هو نفسه الآن".
وفي الوقت عينه، أشارت "ذا غارديان" إلى أنّ وقوف كندا وحيدة، للدفاع عن حقوق المرأة في السعودية، حظي بدعم البعض في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنّها وصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قامت بنشر مقالات افتتاحية تحثّ أوروبا والولايات المتحدة على الوقوف مع كندا، لافتة إلى أنّ صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قامت بخطوة أبعد من ذلك عندما نشرت مقالها الافتتاحي باللغة العربية.
ولفتت إلى أنّ دعوة هؤلاء لقيت صدى من قبل مجموعة من الأصوات البارزة في الولايات المتحدة، بمن فيهم السناتور الأميركي والمرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز، الذي كتب على "تويتر"، قائلاً: "من المشروع تماماً للحكومات الديمقراطية أن تسلّط الضوء على قضايا حقوق الإنسان تحت ظلّ حكومات غير ديمقراطية"، مضيفاً "على الولايات المتحدة أن تكون واضحة في إدانتها القمع، خاصة عندما تقترقه حكومات تتلقى دعمنا".
— Bernie Sanders (@SenSanders) August 6, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Bernie Sanders (@SenSanders) August 6, 2018
|