وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة البريطانية أن محاولة اغتيال البغدادي جرت يوم 10 يناير/ كانون الثاني الماضي في قرية قرب بلدة الهجين قرب ضفاف نهر الفرات، حيث يستميت التنظيم الإرهابي في الدفاع عن آخر معاقله. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي استخبارات من بلدان الجوار السوري، يقولون إن هجمة مدبرة كانت تستهدف البغدادي أدت إلى تبادل إطلاق النار بين المقاتلين الأجانب وحراس زعيم "داعش"، الذين نجحوا في نقله إلى منطقة صحراوية قريبة.
إلى ذلك، لفتت "ذا غارديان" إلى أن "داعش" رصد مكافأة مالية لأي شخص يقوم بتصفية المدعو أبو معاذ الجزيري، الذي يعتقد أنه مقاتل أجنبي بارز بالتنظيم، ضمن نحو 500 مقاتل بـ"داعش" يعتقد أنهم ما زالوا موجودين في المنطقة. كما أوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن "داعش" لم يتهم بشكل مباشر الجزيري، إلا أن خطوة رصد مكافأة مقابل رأس أحد قادة التنظيم خطوة نادرة للغاية، وهو ما يجعل مسؤولي الاستخبارات يعتقدون أنه الرأس المدبر لتصفية البغدادي.
وأواخر الشهر الماضي، عبرت قوة أميركية خاصة إلى داخل الأراضي السورية برّاً عبر إقليم كردستان العراق، ترافقها وحدة مسلحة من "قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، بعد ورود معلومات تفيد بوجود البغدادي داخل منطقة بمساحة تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة، ضمن محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتحديداً ريف دير الزور بين الباغوز والمراشدة جنوباً والسفافنة غرباً، وصحراء البوكمال التي تتصل بالعراق شرقاً. وقد رجّح خبير أمني عراقي أن تكون الفرقة الأميركية الخاصة، هي نفسها التي تم تكليفها سابقاً بمتابعة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، ونجحت في القضاء عليه عام 2011 في بلدة أبوت آباد شمال شرق باكستان.
وفي وقت سابق، قال الصحافي في شبكة "فرات بوست" المهتمة بشؤون المنطقة الشرقية من سورية، صهيب جابر، لـ"العربي الجديد"، إن "المقاتلين الأجانب لدى داعش يتوزعون في أربع مجموعات، واحدة عادت إلى بلادها بشكل رسمي، ومعظم أفرادها من مناطق القوقاز، وأخرى من القياديين من الصف الأول وقد تسربت إلى البادية بعلم وترتيب قوات النظام (السوري)، فيما دفع بعضهم أموالاً طائلة لعناصر قسد وتمكنوا من الإفلات من الاعتقال".
وأضاف أن "الجزء الرابع والأخير هم من تحتجزهم قسد في بعض مراكز الاعتقال برعاية أميركية، وهؤلاء تستثمرهم سياسياً ومالياً بوصفهم مصدر دخل". وأشار جابر، الذي يعمل أيضاً في مركز لملاحقة مجرمي الحرب يسمى "مركز الفرات لمناهضة العنف والإرهاب"، إلى أن "إحدى أولويات المركز هي ملاحقة مجرمي الحرب، سواء من داعش، أو قسد أو نظام (بشار) الأسد".
وأشار جابر إلى أن "هناك المئات من قياديي التنظيم الأجانب استعادتهم طائرات التحالف الدولي، التي قامت بعمليات إنزال في الحسكة ودير الزور خلال الشهور الماضية، ومن المعتقد أنهم كانوا مدسوسين ضمن التنظيم من جانب الاستخبارات الأميركية أو استخبارات الدول الأخرى".