"دواعش" المجتمع الدولي

22 يونيو 2016
آثار كارثية للهجوم على اللاجئين السوريين (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
إذا تم التسليم بأن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات حرس الحدود الأردنية قرب مخيم الركبان الواقع على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة مع سورية، هو ابن شرعي لتنظيم "داعش"، اعتماداً على البصمة الإرهابية في التنفيذ، فإن التنظيم يكون بذلك قد استكمل الحلقة الأخيرة في خنق اللاجئين، مكملاً ما بدأه المجتمع الدولي الذي يتجاهل حتى الآن الوصول إلى حل للأزمة السورية يضع حداً لمعاناة اللاجئين الإنسانية ويتجاهل منذ زمن تقديم الدعم الذي يضمن للاجئين الحد الأدنى من العيش الكريم.
الهجوم الذي استهدف مركزاً لاستقبال اللاجئين وخلف سبعة قتلى من حرس الحدود والأجهزة الأمنية كان رسالة موجهة بشكل مباشر إلى الدولة الأردنية وأجهزتها العسكرية والأمنية، لكن أثره تعدى هدفه المباشر ليلحق بحجم الفاجعة التي خلفها آثاراً كارثية على اللاجئين الذين فروا من بطش التنظيم ليعلقوا، منذ أشهر، على الحدود الصحراوية في ظروف قاسية بسبب الهواجس الأمنية للسلطات الأردنية التي تبررها بمجيئهم من مناطق سيطرة التنظيم، وهي الهواجس التي جعلت دخولهم إلى الأراضي الأردنية شحيحاً ويتم بعد تدقيق أمني.
ما كان شحيحاً سيصبح منعدماً بعدما أغلق الأردن حدوده في أعقاب الهجوم، وقرر وقف بناء مخيمات اللاجئين ووقف توسعة القائم، وسيزيد من معاناة اللاجئين على الحدود قرار السلطات وقف وصول المنظمات الدولية إليهم في انتظار التوصل إلى طريقة لإيصال المساعدات للاجئين.

يعتقد الأردن أن القرارات التي اتخذها حق طبيعي لحماية نفسه من الإرهاب الذي بدأ يستهدفه بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، لكنه في الوقت نفسه يدرك أن لقراراته آثاراً مباشرة وقاسية على اللاجئين، ويدرك أيضاً أن لقراراته أثراً صادماً على المجتمع الدولي المتهم بأنه ترك البلد الفقير وحيداً يواجه قدره مع اللاجئين، وها هو يستثمر في الهجوم الإرهابي لحمل المجتمع الدولي ليس على الوفاء بالتزاماته وتعهداته فقط بل ليصبح أكثر كرماً. أمام هذا المشهد، يكون اللاجئون في المناطق الحدودية الضحية الأكبر، فخلف مخيماتهم يتمدد "داعش" بكل توحشه، وأمام إنهاء وجودهم في المخيمات مجتمع دولي ينسحب من مسؤولياته.
المساهمون