شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم السبت، هجوماً مباغتاً على تجمّعات مليشيات "الحشد الشعبي" المتمركزة في محيط بلدة تلعفر، غرب الموصل، للمرة الثالثة في هذه المنطقة خلال 48 ساعة، وفق ما قالت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد".
وقال مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة إنّ "العشرات من عناصر تنظيم داعش بدأوا، في وقت مبكر من صباح اليوم، هجوماً مباغتاً على مقرّات الحشد الشعبي المتواجدة في قرى الشريعة والمالحة وعين الحصان جنوبي تلعفر"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، اندلاع اشتباكات عنيفة تسبّبت بسقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وأشار إلى استعانة مليشيات "الحشد الشعبي" بالطيران العراقي خلال المعارك، مبيّناً أنّ هذا الهجوم هو الثالث الذي يشنّه "داعش" خلال 48 ساعة.
إلى ذلك، أكد العقيد في الفرقة التاسعة بالجيش العراقي فاضل الحيدري، اليوم السبت، أنّ تنظيم "داعش" يحاول فتح جبهات جديدة في الموصل، من أجل تأخير انطلاق عملية تحرير الجانب الغربي للمدينة، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنّ التنظيم يستمدّ قوته في تلعفر من ارتباط البلدة بصحراء شاسعة تربط الموصل بمحافظتي صلاح الدين والأنبار.
واعترف الحيدري بأنّ معركة تحرير تلعفر ستكون "صعبة"، بسبب وجود رفض محلي لمشاركة المليشيات التي تحاصر البلدة في المعارك، فضلاً عن وجود كبار قادة "داعش" فيها، كاشفاً أنّ استعادة المناطق الغربية للموصل، "لن تحسم من دون تدخّل التحالف الدولي".
وقالت مليشيات "الحشد الشعبي"، أمس الجمعة، إنّها تمكّنت من إحباط هجوم لـ"داعش" على قرى جنوب تلعفر، مؤكدة، في بيان، أنّها اشتبكت مع عدد من عناصر التنظيم الذين حاولوا التغلغل في قرى عين الحصان، وعين طلاوي، والشريعة.
وأشار بيان المليشيات إلى قيام تنظيم "داعش" بسحب عشرات المقاتلين التابعين من بلدة بادش، غربي الموصل، ونقلهم للاشتراك في معارك تلعفر، لافتاً إلى اندلاع خلافات بين عناصر التنظيم المحليين والأجانب.
وأعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" عن انطلاق معاركها بالمحور الغربي للموصل، في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الرغم من عدم ورود ذكرها في بيان انطلاق العمليات العسكرية في نينوى الذي تلاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في السابع عشر من الشهر ذاته.