وقال الناشط الإعلامي، في ريف دمشق الجنوبي، رائد الدمشقي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "اشتباكات اندلعت منذ ليل الأربعاء الخميس، بين (داعش) و(النصرة) في منطقة التقدم، أُغلق في إثرها الطريق الواصل بيت بلدة يلدا ومخيم اليرموك، في وقت تقدم فيه تنظيم (داعش) على حساب "جبهة النصرة" في محور شارع بيروت أمس، وسط أنباء عن وجود قتلى وجرحى في كلا الطرفين ووقوع عدد من عناصر (النصرة) في قبضة تنظيم (داعش)".
وأضاف أن "عملية تنظيم (داعش) محضر لها منذ خمسة أيام، إذ كان من المتوقع أن تكون على محاور الجيش الحر في بلدة يلدا، إلا أنه تم يوم أمس تحليق للطيران المروحي في سماء الحجر الأسود، وعقب مرور ساعة تقريبا، بدأ هجوم التنظيم على مقرات (النصرة)، وانتشر القناصة وتم قطع الطرق من كلا الطرفين ورفع السواتر في محور شارع بيروت، ما تسبب في سقوط قتلى من الجانبين بعضهم ما زالوا في الشوارع".
ولفت الدمشقي إلى أن "هجوم (داعش) يندرج ضمن إنهاء ملف (النصرة) في جنوب دمشق"، مشيراً إلى أن "(داعش) انقلب على اتفاقه مع (النصرة) التي سمحت لهم العام الماضي بالدخول إلى المخيم والقضاء على أكناف بيت المقدس، وهو فصيل فلسطيني كان يقاتل إلى جانب فصائل المعارضة المسلحة".
وحول موقف الفصائل المسلحة المعارضة المتواجدة في جنوب دمشق، قال إن "الفصائل مستنفرة تحسبا لغدر التنظيم والنصرة بالتقدم باتجاه البلدات الجنوبية، الخاضعة لسيطرتها".
وفي السياق نفسه، قُتل عدد من مقاتلي "داعش" وجبهة "النصرة" خلال مواجهات بالقرب من بلدة يلدا في جنوب دمشق.
وقالت مصادر مطلعة إن "المواجهات المباشرة بين تنظيمي النصرة وداعش تعود إلى الواجهة من جديد بعد عقد الطرفين اتفاقية هدنة".
وأضافت أن "الأحداث تسارعت ليل أمس بعد أن خرقت جماعة الأنصار الموالية لداعش الاتفاق القديم بانسحابها من شارع الـ 15 غرب مخيم اليرموك، حيث قابل ذلك مباشرة انتشار النصرة في مربع دوار فلسطين والسيطرة النارية عليه وقطع إمداد مجموعات داعش داخل حي التضامن".
واندلعت بعد ذلك، اشتباكات بين الطرفين هدأت مع ساعات فجر اليوم، ثم عادت بوتيرة أشد بعد سيطرة "النصرة" بعملية خاطفة على كامل شارع الـ15 وطردت جماعة الأنصار منه بعد هرب المسؤول الأمني في الأنصار والمدعو أبو حسن كنان، إلى الحجر الأسود معقل التنظيم، طبقاً للمصادر.
كما حاصرت "النصرة"، بحسب المصادر، مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" في قطاع شهيد واحد المحاذي غرباً لشارع الـ30، والتي يقودها حالياً شخص يدعى أبو صالح عامر، فيما وردت أنباء غير مؤكدة حتى اللحظة عن سيطرة "داعش" على حاجز العروبة الفاصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا والخاضع لسيطرة "النصرة".