وأجبرت القوات الكردية وقوات المعارضة، التنظيم على الانسحاب من ريف عين العرب كلياً نحو مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي، كما تواصل القوات ضغطها في ريف الرقة الشمالي، ليُصبح "داعش" في وضعٍ دفاعي سيئ، أمام الضربات المتلاحقة التي تتعرّض لها قواته على مختلف الجبهات، شمالي سورية.
وأكد الناشط هيثم الحسن، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "قوات حماية الشعب وقوات المعارضة المتمثلة بكتائب شمس الشمال التابعة للجيش السوري الحر، تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني، في ريف عين العرب الشرقي، وذلك بعد حرب شوارع استمرت يومين في البلدتين".
ولفت إلى أن "داعش اضطر في النهاية إلى الانسحاب من البلدتين، عبر جسر الشيوخ، وهو جسر ضخم يصل ضفة نهر الفرات الشرقية، حيث تقع بلدة الشيوخ فوقاني، بضفته الغربية، التي يقع بمحاذاتها أوتوستراد جرابلس ـ منبج".
وأوضح الحسن، أن "قوات داعش قامت بعد تأمين انسحابها، بتفخيخ وتفجير جسر الشيوخ، لمنع قوات حماية الشعب وقوات المعارضة من ملاحقتها في مناطق سيطرتها، في ريف حلب الشرقي على الضفة الغربية لنهر الفرات".
وأصبح نهر الفرات بالتالي حدّاً فاصلاً بين مناطق سيطرة القوات الكردية وقوات المعارضة ومناطق سيطرة "داعش"، لتُسيطر القوات الكردية وقوات المعارضة على ريف عين العرب تماماً، في مقابل احتفاظ التنظيم بالسيطرة على مناطق جرابلس ومنبج والباب، في ريف حلب الشرقي، على الضفة الغربية من نهر الفرات.
اقرأ أيضاً: "داعش سورية" مستنزَف: خسائر وعمليات فرار وعجز عن التجنيد
وعدا ريف عين العرب، بدأت القوات الكردية وقوات المعارضة، هجوماً واسعاً مطلع الشهر الحالي، على كل خطوط التماس بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة "داعش"، لتتمكن من تحرير بلدات وقرى زور مغار والبياضية وخراب عطو وزيارة، التي كانت تُشكّل قوساً متقدماً لـ"داعش"، في دفاعه عن مواقعه في بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني.
وأوضح القائد الميداني في قوات المعارضة، عبدالله أبو اليمان، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "سيطرة القوات الكردية وقوات المعارضة على هذه البلدات والقرى، مكّنتها من مواصلة التقدم لإيقاع هزيمة كبيرة بقوات داعش، في بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني، خصوصاً أن التنظيم لم يعد يملك في الأيام الأخيرة أية خطوط دفاعية في المنطقة، بعد خسارة مواقعه المتقدمة".
ويلفت أبو اليمان إلى أن "داعش لم يجد سبيلاً لوقف زحف قوات المعارضة والقوات الكردية على مناطق سيطرته، سوى من خلال تفجير جسر الشيوخ". ويضيف "يشير تفجير التنظيم للجسر إلى مدى تخبط وضعف القيادة والسيطرة والتحكم في صفوفه، في منطقة بات يتلقى فيها خسائر متواصلة في الشهرين الأخيرين، من دون أن يتمكن من الرد بأي شكلٍ على الهجمات اليومية والخسائر التي تتعرض لها قواته".
وساهمت المعارك في ريف عين العرب، في تحسين الوضعية الهجومية لقوات المعارضة والقوات الكردية، التي أصبحت في موقف ميداني ممتاز، مع تمكنها من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل.
وكانت قوات المعارضة والقوات الكردية قد تمكنت منتصف الشهر الماضي، من السيطرة على 19 بلدة وقرية في ريف الرقة الشمالي، لتتمكن من قطع الأوتوستراد الدولي الذي يصل مدينة حلب بمدينة الحسكة شرق سورية، ثم بالأراضي العراقية، المعروف باسم أوتوستراد رودكو. ما شكّل ضربة قاسية لـ"داعش" على الصعيد التكتيكي، نظراً لحاجة قواته التي تقاتل في ريف حلب الشرقي، لاستخدام الطريق من أجل الحصول على الإمدادات من مناطق سيطرتها شرق سورية.
في السياق، واصلت القوات الكردية وقوات المعارضة تقدمها على محور تل أبيض، غرب عين العرب، وباتت على مشارف بلدة الجلبية، آخر معاقل "داعش" الكبيرة على الحدود الشمالية من مدينة الرقة. وأكد الناشط مراد الرقاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قوات داعش تعرّضت لخسائر كبيرة في الأيام الأخيرة في منطقة ريف تل أبيض الغربي، بعد هجوم القوات الكردية وقوات المعارضة عليها، وسط إسنادٍ جويّ من قوات التحالف الدولي، وقُتل عدد كبير من عناصر داعش أثناء الاشتباكات، بينهم مسؤول التربية والتعليم في التنظيم وليد العمر، الملقّب بأبو تمام".
ولم يفارق طيران التحالف الدولي سماء ريف الرقة الشمالي أخيراً، وشنّ غارات متتالية على نقاط تمركز داعش في منطقتي تل أبيض وعين عيسى في ريف الرقة الشمالي، لتسهم الغارات في زيادة الضغط على التنظيم الذي أضحى في موقف دفاعي سيئ في ريف الرقة الشمالي.
اقرأ أيضاً: صراع الحسكة المستعر ينذر بتغيير ديمغرافي