عزز مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، مواقع سيطرتهم في محيط مدينة الرقة، اليوم الأربعاء، بعد أيام قليلة من خسارتهم لمواقع عسكرية شمال المدينة، حيث باتت قوات "بركان الفرات" على بعد أقل من خمسين كيلومتراً عن أهم معاقل "داعش" في سورية، بينما لا تزال مدينة الحسكة مغلقة منذ أمس الثلاثاء، على خلفية التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الأربعاء، إن تنظيم "داعش حصّن الفرقة 17 واستقدم أكثر من 100 آلية محمّلة بالعناصر والأسلحة".
وأضاف المرصد أن "رتلاً ضخماً مؤلفاً من نحو 100 آلية محملة بالأسلحة والذخائر والعناصر، كان قادماً من منطقة معدان ومحيطها، ومرَّ من مدينة الرقة، ويعتقد أنه توجه إلى الفرقة 17 وشمال المدينة، حيث تشهد الفرقة قيام التنظيم بتعزيز مواقعه وتحصينها"، بعد يومين على خسارة التنظيم لمقرات اللواء 93 وبلدة عين عيسى الواقعة شمال مدينة الرقة بنحو 50 كيلومتراً.
في الأثناء، ما تزال مدينة الحسكة، أقصى شمال شرق البلاد، تعيش حالة استنفار أمني، حيث يُمنع الدخول أو الخروج من المدينة، التي تعرضت، أمس الثلاثاء، لهجومين كبيرين.
وقال الناشط الإعلامي، علي الحريث، لـ"العربي الجديد"، إن "المدينة مغلقة بشكل كامل ويمنع الخروج منها أو الدخول إليها، كما يُمنع تحريك أي سيارة"، مضيفاً أن "قوات النظام والوحدات الكردية تخشى وجود سيارات أخرى مفخخة داخل الحسكة لم تنفجر".
وأوضح الحريث أن انفجارات أمس "كانت ضخمة للغاية، وسَوّتْ أبنية بأكملها بالأرض"، مشيراً الى أن "قائد وحدات الأسايش بالحسكة ونائبه قُتلا خلال تفجير الشاحنة المفخخة التي ضربت مبنى وحدات الأسايش الكردية".
أما الهجوم الثاني، فقد استهدف، بحسب الناشط الإعلامي، "فوج الهجانة، وهو فوج القيادة العسكرية للنظام في المحافظة ويقع وسط المدينة، بجانبه القصر العدلي والتجنيد وعلى مقربة منه منزل المحافظ وقائد الشرطة ومبنى المحافظة وفرع الأمن العسكري وفرع ميليشيا الدفاع الوطني".
ولفت الحريث إلى أن "4 انغماسيين من تنظيم داعش متنكرين بلباس جيش النظام اقتحموا المعسكر وقتلوا أغلب الضباط داخله قبل أن يفجروا أنفسهم ويقتلوا نحو 40 من قوات النظام"، مضيفاً أن "الهجمات أوقعت ضحايا مدنيين يُقدّر عددهم بنحو 30 بين قتيل وجريح".
وتقع مدينة الحسكة أقصى شمال شرق سورية، وتبعد عن العاصمة نحو 700 كيلومتر، ويسيطر النظام على الأحياء التي تسكنها أغلبية عربية، بينما تسيطر "وحدات حماية الشعب" على الأحياء الكردية، وتتعرض المدينة لهجمات من تنظيم "داعش" الذي يسيطر على عدة بلدات وقرى قريبة.
اقرأ أيضاً "حماية الشعب" الكردية: حليف يجمع ثقة واشنطن وطهران والأسد