اقرأ أيضاً: "داعش" يصدر مناهج مدرسية جديدة في دير الزور
يقول الناشط وسام العرب، إن "عقوبات داعش تدل على استهتاره بأرواح المدنيين، إضافة إلى أن التنظيم يعاني من نقص في العناصر، لذلك يقتاد المعتقلين لديه ويستغلهم في أعمال شاقة قد تودي بحياتهم".
ويضيف العرب أن "القوات الحكومية نفذت عملية التفاف حول المعاقبين لدى داعش على إحدى الجبهات، وأسرت عدداً منهم، ثم اقتادتهم لجهة مجهولة، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما انسحب عناصر داعش بعدها تاركين خلفهم خمسة عشر مدنياً لا حول لهم ولا قوة".
محمود، أحد أبناء ريف دير الزور الشرقي، اعتقله التنظيم بسبب التدخين. وبعد ضرب مبرح وجلد تعرض له على يد عناصر التنظيم في إحدى ساحات المحافظة الشرقية، اقتاده "داعش" مع مجموعة بينهم كبار سن وشباب من مدينة الميادين في ريف ديرالزور الشرقي إلى خط النار الأول على جبهة مطار دير الزور العسكري.
يقول محمود لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد أن وصلنا إلى المكان المحدد، أجبرنا عناصر التنظيم على حفر الخنادق والمتاريس، لتكون نقاط ارتكاز لعناصر "داعش"، وأيضاً للاحتماء فيها من ضربات قوات التحالف والنظام، حفرنا لمدة 24 ساعة متواصلة بدون توقف، ومن حاول الاستراحة تمت مضاعفة قصاصه بزيادة الأيام التي يقضيها في الحفر".
ووفقاً لمحمود، فإن "عمليات الحفر تبدأ منذ صلاة الفجر ولا تتوقف إلا في أوقات الصلاة وعند المساء، حيث يشكل المعتقلون مجموعتين متناوبتين، تنام كل مجموعة مدة ساعة وتتابع المجموعة الأخرى عملية الحفر. لكن الاستراحة تكون بعد مرور الـ24 ساعة الأولى، وذلك لمدة ثلاثة أيام قابلة للزيادة وقد تطول لشهر".
وعن تعامل "داعش" مع سجنائه، يروي محمود إن "عناصر التنظيم يسخرون منّا، ويعاملوننا بطريقة سيئة تشديداً للجزاء، إذ يجلبون لنا فضلات طعام رديء من فلافل، وماء ساخن، وقد أصيب عدد من المعتقلين بحالات تسمم بسبب التغذية. كما أنَّنا نحفر تحت أشعة الشمس الحارقة وقد نكون ضحية لقناص قوات النظام في أي لحظة".
ويرى محمود أن "داعش يخضع السجناء لمثل هذه الأفعال، إما بسبب كيدية التنظيم في التعامل مع المخالفين لقوانينه، أو لأنه لم يجد البدلاء بعد، إذ إن التنظيم لا يطلق سراح السجناء الذين لديه قبل أن يجهّز مجموعة أخرى بذات التهم أو بتهم مختلفة ويعاقبهم بنفس العقوبة (حفر الخنادق)".
ويضيف محمود، أن "الكثير يتعرضون للتعذيب وللخطر بسبب هذه العقوبات التي تطال المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل، غير أنهم وقعوا ضحية التنظيم الوحشي الذي لا يبالي بحياة المدنيين في أرض الخلافة".
أما زيد، وهو من أبناء مدينة الميادين، فيقول لـ"العربي الجديد" نحن "نفاجأ ببعض عناصر داعش، وهم مدخنون أصلاً، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، أحياناً توقفك دورية لقوات داعش فجأةً ويتم تفتيشك بحثاً عن الدخان ويتشممون ملابسك، وفي حال وجد لديك دخان يتم جلدك ونقلك لحفر الأنفاق، كما يتم إجبارك على إبلاغهم عن بائع الدخان ليتم معاقبته بعقوبة أقسى وأشد من المدخن".
يذكر بأن التنظيم، كان قد اعتقل شابين مدنيين داخل مدينة دير الزور بتهمة التدخين، وتم نقلهم لمنطقة حويجة صكر قبل أن يقتلا جراء القصف على المنطقة.
اقرأ أيضاً: الموصل تختنق.. داعش يصادر الحريات الشخصيّة