"داعش" يبث برامج إذاعية خارج مناطق سيطرته بشمال العراق

وقال غياث السورجي، مسؤول إعلام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، لـ "العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش استولى على عدد من الإذاعات وأجهزة الإرسال الخاصة بها عند الاستيلاء على مدينة الموصل والمناطق المجاورة لها في 2014، بينها إذاعة تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ويقوم باستعمال تلك الإذاعة حالياً ويبث برامج يمكن التقاطها في إقليم كردستان".

وأضاف السورجي وهو مسؤول إعلام حزب الطالباني في محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل: "خلال العامين الماضيين كانت إذاعة البيان التابعة لولاية الموصل في تنظيم داعش تبث بشكل أفضل من الآن، وكان بثها على مدار الساعة ومستمر لـ 24 ساعة متواصلة، وبأربع لغات هي العربية والإنجليزية والكردية والتركمانية، أما هذا العام 2016 فقد تم قصف مرسلات الإذاعة وحتى مقرها بداخل مدينة الموصل، ويقوم التنظيم حالياً بالبث من خلال مركبة متنقلة تحمل الأجهزة. وحتى البث لا يستمر سوى لساعات محدودة ويلتقط بشكل رديء في أحيان كثيرة، ولغات البث قلّت إلى ثلاث".

وزاد موضحاً أنّ "إذاعة البيان غير مؤثرة برأيي في إقليم كردستان وخارج منطقة نفوذ داعش بشكل عام سوى لناحية رصد التنظيم من قبل الأجهزة المختصة. فالناس في إقليم كردستان مثلاً لا يحتاجون الى إعلام داعش لمعرفة أخبار المعركة فلديهم أبناؤهم وأقرباؤهم يقاتلون التنظيم في صفوف البشمركة ومن يعرفون أخبار المعارك، لذلك فمتابعة الإذاعة غير منتشرة. أما بداخل مدينة الموصل فالناس يستمعون لتلك الإذاعة لأن داعش منع الصحون اللاقطة للمحطات التلفزيونية هذا العام وأصبحوا مجبرين على الاستماع لإذاعة البيان وقد تؤثر فيهم".

وعن نوعية المواد والبرامج التي تبثها اذاعة البيان التابعة لداعش، أضاف السورجي "تبث الأناشيد الخاصة بهم، والخطب المسجلة لمسؤولي التنظيم وبعض رجال الدين المتشددين، وأخبار المعارك في العراق وسورية. كذلك يتم نقل الإرشادات والتعليمات إلى عناصر التنظيم من خلال نداءات مشفّرة وذلك تجنباً للاتصال اللاسلكي خوفاً من التقاطه".

وتعدّ طريقة إرسال البث الخاص بإذاعة البيان التابعة لداعش باستعمال مركبة متنقلة إحدى الصعوبات التي تواجهها سلطات إقليم كردستان في التشويش على تلك الإذاعة. كذلك يعمد العاملون على تلك الاذاعة إلى تغيير ترددات البث بشكل مستمر لتجنب التشويش.

وهناك أسباب أخرى تعرقل جهود منع وصول بث تلك الإذاعة إلى المناطق الواقعة خارج نطاق سيطرة داعش في إقليم كردستان، منها ضعف التخصيصات المالية لتوجيه المزيد من الكوادر ومعدات التشويش للتأثير على بث الإذاعة، وفقاً لمدير عام النشر والإعلام بحكومة إقليم كردستان، محمد الكردي.