"داعش" سورية يتراجع في ريف الحسكة

19 مايو 2015
شابات كرديات يتهيأن للقتال شمال سورية (getty)
+ الخط -
حققت قوات حماية الشعب الكردية المزيد من التقدم في ريف مدينة الحسكة الغربي، على حساب تنظيم "داعش"، حيث تمكنت من الوصول إلى جبل عبد العزيز غرب مدينة الحسكة، والذي يعتبر أحد معاقل "داعش" الهامة في المنطقة.

وتمكنت قوات حماية الشعب الكردية من استغلال المعارك الطاحنة، التي يخوضها "داعش" ضد قوات النظام السوري في محيط مدينة تدمر منذ نحو أسبوع، وذلك من خلال مهاجمة نقاط تمركز "داعش" في المنطقة الممتدة بين مدينة تل تمر ذات الغالبية المسيحية الآشورية، والتي تقع على نهر الخابور أكبر روافد نهر الفرات في سورية.

وأكد الناشط محمد عبد العظيم، لـ "العربي الجديد"، أن قوات حماية الشعب الكردية بالاشتراك مع "جيش الصناديد" المكون من مقاتلين عرب من عشيرة "شمّر" العربية، التي يتزعمها حميدي دهام الجربا، رئيس كانتون الإدارة الذاتية الذي أسسه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مناطق سيطرته شمال شرق سورية، وبالاشتراك مع مجلس الحماية السرياني، وهو مليشيا مسلحة تتكون من مقاتلين من الأقلية المسيحية السريانية المتواجدة في ريف الحسكة الشمالي، ومجلس حرس الخابور، وهو مليشيا مكونة من مقاتلين مسيحيين آشوريين من أبناء القرى والبلدات المنتشرة على وادي نهر الخابور، تمكنت جميعاً من إحراز تقدم غير مسبوق لها على حساب "داعش" في ريف الحسكة الغربي، حيث تقدمت في المناطق الممتدة جنوب بلدة تل تمر لتقترب لأول مرة من منطقة جبل عبد العزيز، أهم معاقل "داعش" غرب مدينة الحسكة.

ولفت عبد العظيم إلى أن هذا التقدم الميداني جاء بعد أكثر من تسع غارات جوية شنها طيران التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" على نقاط تمركز التنظيم، جنوب بلدة تل تمر وجنوب مدينة رأس العين، لتتبع قوات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها الغارات بهجوم ميداني كبير أربك قوات "داعش" في المنطقة وأجبرها على الانسحاب.

وأشار عبد العظيم إلى أن غارات التحالف الدولي، وهجمات قوات حماية الشعب الكردية وحلفائها على قوات "داعش" في المنطقة، خلفت خسائر كبيرة في صفوف هذه القوات.

 

ونجحت قوات حماية الشعب الكردية في مد نفوذها في ريف الحسكة في الفترة الأخيرة على مناطق لم تبسط نفوذها عليها من قبل، دون أن تلقى قواتها التي تقضم المزيد من المناطق التي يسيطر عليها "داعش" أية مقاومة حقيقية من قوات التنظيم، المنشغلة في محاولاتها المستمرة للتمدد في تدمر وجنوب سورية.

وشنت قوات "داعش"، انطلاقا من مناطق سيطرتها في بير القصب والمناطق المحيطة بها شرق دمشق، هجوما مباغتا على بلدة "الحقف"، التي تسكنها غالبية درزية، في ريف السويداء الشمالي الشرقي، لتوجه ضربة جديدة غير متوقعة لقوات النظام السوري جنوب سورية.

وأوضح الصحافي، فادي الداهوك، لـ "العربي الجديد"، أن "داعش" شن ليلة الإثنين/الثلاثاء هجوما كبيرا على البلدة لتجري اشتباكات عنيفة على أطرافها، بعد تمكن التنظيم من قطع الطريق الذي يصل بلدة الحقف ببلدة الخالدية القريبة، والتي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وأدت الاشتباكات إلى مقتل ستة أشخاص من القوات المحلية التي دافعت عن البلدة، في مقابل مقتل أربعة على الأقل من مقاتلي "داعش" بقيت جثثهم في المكان، بعد انسحاب قوات "داعش" من المنطقة نحو قرية الأقصر التي يسيطر عليها "داعش".

ولفت الداهوك إلى أن "داعش" يسعى، من خلال هجماته المتقطعة في ريف السويداء، إلى خلق ملاذات آمنة جديدة لقواته جنوب سورية، بحيث يمكن أن تتحرك بها قواته وتقوم ببناء منطقة ارتكاز قوية لها جنوب سورية، بعيداً عن مناطق سيطرتها شرق سورية، في انتظار سقوط تدمر، وتمكن قوات التنظيم من وصل المنطقتين ببعضمها بعضاً.

إقرأ أيضاً: غارات التحالف الدولي تحرق محاصيل الحسكة