"خطاب الكرامة وحقوق الإنسان": هل ثمة أسس عقلية؟

05 فبراير 2017
رور هاغن/ النرويج
+ الخط -

بين مقولات المفكّرين واجتهاداتهم وبين الصراع السياسي ضد الحكم المطلق، وُلدت منظومة حقوق الإنسان في محاولة لإيجاد مدوّنة قانونية ثابتة تحفظها ويمكن البناء عليها، وكما شكّل الفكر والسياسة جوهرها فقد صنعا جدلاً ونقاشاً حولها ومقاربات دائمة التولّد بين المثال والواقع.

ضمن دائرة النقاش العربية، صدر مؤخراً كتاب "خطاب الكرامة وحقوق الإنسان" للباحث والأكاديمي الفلسطيني رجا بهلول عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في سبعة فصول.

يبيّن الفصل الأول "سؤال الكرامة وحقوق الإنسان"، الفرق بين نظريتين أو نوعين من النظريات المتنافسة في مجال تأسيس مفاهيم الكرامة والحقوق فلسفياً، "تقول الأولى إنّ كرامة الإنسان، بما تشمله من حقوق وبما تقتضيه من واجبات، تؤسَّس عقلانياً، أمّا النظرية الثانية فتقول إنّ محاولات تأسيس الكرامة والحقوق على أسس عقلانية لا تصمد أمام الامتحان.

يتساءل بهلول في الفصل الثاني "الإنسانية والكرامة والحقوق من منظور تاريخي" عن ماهية الكرامة، والارتباط بين الكرامة والإنسانية، ثمّ علاقة الكرامة بالحقوق والأخلاق، بينما يذهب الفصل الثالث لدراسة "التأسيس العقلاني للأخلاق".

في الفصل الرابع "التعاطف"، يؤكد الباحث أنه يبقى للتعاطف الدور المركزي في تأسيس الأخلاق، مشيراً إلى أن "الإصرار على النأي بالأخلاق كلّياً عن طبيعتنا التعاطفية، وإناطتها بالعقل الموضوعي، فربما لا يعدو كونه تعبيراً عن الخوف وغياب الثقة في المستقبل الذي ينتظرنا إذا فعلنا ذلك".

في الفصل الخامس "الاحترام" يفرّق بهلول بين أداء فعل ما (أو الامتناع عن أدائه) نتيجة الشعور بالتعاطف، وأداء الفعل نفسه (أو الامتناع عنه) نتيجة الاحترام. "قيم الحياة والقيم الأخلاقية" عنوان الفصل السادس الذي يطرح فيه المؤلف عدة تساؤلات، من بينها: هل يمكن أن نفهم حقوق الآخر من دون الإشارة إلى طبيعته وحاجاته البشرية، وخيراته ومنافعه، وأهدافه الخاصة؟ ولماذا نُدرج الحياة والحرية والأمن والغذاء والتعليم ضمن حقوق هذا الآخر، ولا ندرج الاستماع إلى بيتهوفن، ولا تناول الكافيار، ولا ارتداء ربطة العنق في كل صباح؟

في الفصل السابع "مصالحة العقل والوجدان"، يرى بهلول أنّ العقل يؤدّي دوراً في الحياة الأخلاقية، فلا يقدّم إلينا جواباً عن السؤال: لماذا يجب أن نلتزم الأخلاق ونحترم حقوق الإنسان؟ فهذا سؤال لا جواب عنه، وربما حان وقتُ تجاوزه.

المساهمون