تنظم "مؤسسة كارتييه" الفرنسية للفنون معرضاً شاملاً عن الفن الكونغولي المعاصر في باريس بعنوان "جمال الكونغو" يضم مئات اللوحات لعشرات الفنانين من الكونغو، التي كانت مستعمرة بلجيكية، في بادرة هي الأولى من نوعها في فرنسا.
وعمد منظّم المعرض الناقد التشكيلي الفرنسي أندريه مانان إلى تقديم الأعمال الفنية المعروضة بطريقة متسلسلة لكنها معكوسة. تبدأ أولاً بأعمال الفنانين الشباب الذين وُلد أغلبهم في الثمانينيات، وصولاً إلى رواد الفن التشكيلي في الكونغو في مستهل عشرينيات القرن الماضي.
ومن بين أهم الأسماء الراهنة في الحقل الفني الكونغولي، نجد كورا شومالي الذي يقدّم المعرض عدداً من "البورتريهات" الهجائية التي أنجزها للزعماء السياسيين، وأيضاً الفنان ستيف بوندوما وتنويعاته على الملاكم الأميركي محمد علي كلاي. كما يقدّم المعرض سلسلة لوحات للفنانة باتي شينديلي بعنوان "هؤلاء هم ملوكي" اشتغلت فيها على أشباح ملوك الحضارات الأفريقية الغابرة.
ويقترح المعرض أيضاً مجموعة من الأسماء اللامعة في الفن التشكيلي في الكونغو الذي ولدوا في الخمسينيات، ومن أهمهم الفنان شيري سامبا صاحب لوحة "حب وبطيخ" (1984) الذي سبق لـ"مؤسسة كارتييه" أن خصّصت له معرضاً فردياً عام 2004. ومن الفنانين الآخرين الذين ينتمون إلى هذه المجموعة بيار بودو وشيري شيران ومونسينغو شولا.
حب وبطيخ، شيري سامبا
يتميز هذا الجيل بتحقيقه لشعبية واسعة في الكونغو وخارجها بفضل التركيز على رسم مشاهد الحياة اليومية، ودقة رسوماتهم التي تهتم كثيراً بالتفاصيل الثانوية في الملبس والأجسام والمشاهد الطبيعية.
في المعرض أيضاً، لوحات لجيل الرواد الذين بدأوا الرسم في مستهل عشرينيات القرن الماضي. تميّزت أعمالهم الأولى بجمال الرسوم الفطرية على الصناديق الخشبية المخصّصة للمنتجات الفلَّاحية، قبل أن يبدأوا بالرسم على الورق والقماش لاحقاً.
كما احتفى المعرض بالفنان الفرنسي بيار رومان ديوفوسي الذي أسّس عام 1946 أول مدرسة للفن في الكونغو، وكان وراء اكتشاف العديد من الفنانين. وبخلاف زملائه البلجيكيين، لم يفرض الفنان الفرنسي على الطلاب الكونغوليين والرسامين الشباب تعلم مبادئ الرسم الأوروبي التي عادة ما تُلقنّها المدارس الفنية في العواصم الأوروبية، بل اكتفى بإتاحة الشروط الضرورية للتشجيع على الرسم في المدرسة من صباغة وأوراق وألوان وقماش وحثهم على الرسم بطرقهم الأفريقية الفطرية من دون وصاية كولونيالية.