"حلقوم" غزة: صناعة متوارثة أباً عن جدّ

04 يناير 2015
صناعة الحلقوم كانت أفضل في السابق(العربي الجديد/عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -


يقف المُسن أبوحسن صوان أمام آلة كبيرة لخلط الماء والسكر وقد بدأت بالغليان، تحضيراً لسكبها على باقي مكونات حلوى "الحلقوم"، والتي بدأ والده بصناعتها منذ عام 1950، إضافة إلى المكسرات وأصناف الحلوى المختلفة.

إلى جانب الحاج صوان (65 عاماً)، يقف عدد من العمال أمام آلات أخرى تتجهز جميعها لإنتاج كمية من حلويات الحلقوم، أو ما يعرف بـ"الراحة" أو "الملبن"، عملوا جميعاً كخلية نحل أنتجت، في نهاية اليوم، فروشاً جاهزة من الحلويات السائبة، في انتظار جفافها وتقطيعها.

ولا تكاد تخلو مناسبة سعيدة في قطاع غزة من وجود حلوى "الحلقوم" بأشكالها وألوانها المختلفة، عرفها القطاع منذ عشرات السنوات، وتم إنشاء عدد من المصانع العائلية، بعد أن اشتهرت بها منطقة حوران في بلاد الشام.

وتتوزع نكهات حلويات الحلقوم بين السادة والمُمسكة "بالمستكة"، والمحشوة بالمكسرات الداخلية أو الخارجية، إضافة إلى نكهات الورود والفواكه، والمزينة بجوز الهند، يرافقها الشاي أو القهوة، وتوزع في الأعياد والأفراح، وتوضع بين قطع البسكويت.

إغلاق المعابر والحصار المطبق على قطاع غزة، أدى إلى تدهور مختلف أنواع الصناعات

المحلية، ومنها صناعة الحلقوم التي تأثرت بسبب فقدان عدد من المواد الخام التي تدخل في صناعتها، إضافة إلى غلاء أسعار المكونات الأساسية لصناعتها.

ويشير صاحب مصنع حلويات صوان، الحاج أبوحسن إلى أنه بدأ بصناعة الحلقوم قبل نحو خمسين عاما، وهو في الخامسة عشرة من عمره، وقد أنشأ والده المصنع في الخمسينيات، وكان ينتج المكسرات والحلاوة الطحينية والحلويات يدوياً، من دون وجود أي آلة.

وعن مكونات الحلقوم وطريقة تحضيرها، يقول صوان لـ"العربي الجديد" يتم خلط السكر مع الماء، ووضعه على النار حتى درجة الغليان، وبعد ذلك يتم مزجه مع النشا المذاب في ماء مسبقاً، ويتم تحريكه لمدة طويلة مع حامض الليمون والجلكوز والفانيليا، حتى يتجمد، ومن ثم يتم وضع الأطعمة والأصباغ الصحية حسب الحاجة.

ويضيف: "بعد ذلك يتم خلط أو تزيين عجينة الحلقوم بمكسرات البندق أو الفستق أو اللوز أو الكاجو أو الجوز، وباقي أنواع المكسرات، ويتم رشها بالنشا، ومن ثم تقطيعها إلى قطع حسب الشكل المطلوب، وتغليف القطع الكبيرة في أكياس، والقطع الصغيرة في كراتين (علب)".

ويبين صوان أن صناعة الحلقوم وباقي الحلويات كانت في السابق أفضل من الآن، بسبب الحصار المتواصل على غزة وسوء الأحوال الاقتصادية الذي أدى إلى تدهور الحركة التجارية، علاوة على المنافسة الحادة التي تواجه المنتجات المحلية من قبل الحلويات المستوردة.

أما المدير التنفيذي للمصنع، حازم صوان، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ مهنة تصنيع الحلقوم متوارثة أباً عن جد، ويزداد الإقبال عليها في مواسم الأعياد، وفي فصل الشتاء الذي يزداد خلاله بيع الحلويات، إضافة إلى أنّ درجة الحرارة المنخفضة تساهم في حفظ الحلويات التي لا تتحمل حرارة الصيف.

ويوضح أن الحلوى الشعبية كانت تُصَدّر من قطاع غزة إلى الخليل والقدس وإلى العريش المصرية في السابق، ولكن بعد قدوم السلطة تم تقليص التصدير تدريجياً حتى توقف تماماً بفعل إغلاق المعابر، ما أثر بنسبة 50% على سير العمل.

وعن أبرز الصعوبات التي تواجه صناعة الحلقوم في غزة، يوضح صوان أن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والاضطرار إلى استخدام المولد الكهربائي يضاعف سعر التكلفة، مستدركاً: "لكننا سنستمر في مهنة أجدادنا رغم العقبات".

دلالات
المساهمون