"حكايا من السماء العربية".. تراث الفلكيّين

07 يونيو 2019
(رسم توضيحي للبيروني يصور مراحل القمر)
+ الخط -

ازدهر علم الفلك في جميع أنحاء العالم الإسلامي بين القرنين التاسع والسادس عشر الميلادي، ممتداً من المنطقة العربية وعبر بلاد فارس وصولاً إلى آسيا الوسطى، لكنه اليوم يبدو مجرّد تقليد معرفي ضائع أو مفقود في المنطقة العربية مثل كثير من العلوم الأخرى.

إلى هذا التراث الفلكي يلتفت الباحث الكويتي محمد العبيدي في محاضرة تحت عنوان "حكايا من السماء العربية" يلقيها في منصة الفن المعاصر "كاب" في الكويت، عند السابعة والنصف من مساء الإثنين، العاشر من الشهر الجاري، ويتناول خلالها دور العلماء العرب والمسلمين في تطور علم الفلك، ومنجزاتهم في هذا المجال.

عرف هذا الجانب من العالم الكثير من العلماء الذين استغرقوا في علم الفلك، وكتبوا عنه، ومن أبرزهم: البيروني، وإخوان الصفا، والفارابي، والخوارزمي، وابن خلدون، بل إن أول من اخترع آلة للرصد الفلكي هو أبو حامد الاسطرلابي سنة 900 هجرية، دون أن ننسى فضل ابن الهيثم في اختراع التلسكوب.

توقف علماء الفلك العرب والمسلمون عند أسئلة أساسية مثل موقع الأرض وشكلها وحركاتها وأبعادها، والكواكب الثابتة والسيارة وأفلاكها، والبروج السماوية، ومنازل القمر، ومسألة التقويم والتوقيت وما يتعلق بالتنجيم، والمراصد الفلكية.

ولطالما كان علم الفلك ممارسة أساسية في الثقافة الإسلامية ومعارفها، وازدهر بين القرنين التاسع وبداية السادس عشر، حيث تم بناء مراصد ضخمة في العراق وسورية وتركيا وإيران وأوزبكستان.

انتهى هذا العصر الذهبي بعد أن بدأ تيار متشدد ومحافظ في العلوم والمعارف يسيطر على مراكز العلم ويؤثر في الحكام، وقلل من أهمية المساعي العلمية من هذا النوع، ومع دخول العالم العربي حقبة الاستعمار ظهرت مراصد جديدة في لبنان والجزائر ومصر، لكنها كانت تقتصر على العلماء الأوروبيين.

وحتى بعد أن حصلت البلدان العربية على استقلالها، أولت الاهتمام بالمعارف التطبيقية كالهندسة والطب وأغفلت علم الفلك، وإلى اليوم يوجد تلسكوبان متوسطان في العالم العربي بأسره، واحد في الجزائر والآخر في مصر.

واليوم تقدر الأبحاث التي يقدمها العرب في علم الفلك بثلاثة من بين كل ألف بحث علمي أكاديمي، بينما ترتفع هذه النسبة إلى ما بين 20 و25 في أوروبا وأميركا والصين واليابان والهند، وعلاوة على ذلك نشر الباحثون العرب نسبة قليلة جداً من الأبحاث التي تتعلق بعلوم الفلك مقابل ما ينشره الكيان الإسرائيلي سنوياً.

دلالات