تسمى الحكاية الشعبية في قطر وبعض مناطق الخليج بـ"حزاوي" أو "حزاية" والتي ترويها الأمهات عادة لأطفالهن في سن الرابعة، بما يتناسب مع مخيلتهم ووعيهم، وقد تتخذ شكلاً غنائياً في سردها أو أسلوباً جاذباً في تقديمها.
وقد تزايدت في الفترة الأخيرة مشاريع توثيقها في أكثر من بلد خليجي، وإصدار الدراسات حول نشأتها وتطوّرها وأنواعها، سواء الحكايات الخرافية والحكاية الشعبية وقصص الحيوان والجان والقصص الهزلية، ومنها كتاب "حزاوي" الذي صدر باللغتين العربية والإنكليزية عام 2010 وضعها طلاب ومعلمون حول جوانب الحياة في قطر من منظورهم الخاص.
"حزاوي قطرية: قصص بين الواقع والخيال" عنوان الندوة التي تنظّمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند الحادية من بعد ظهر السبت المقبل، الرابع عشر من الشهر الجاري، وتشارك فيها الراوية أمينة البدر التي تقدّم بعض الحكايات التراثية والشعبية التي سردها الأجداد وتناقلتها الأجيال، والكاتبة أسماء الكواري التي توضح كيف أن بعض هذه القصص والحكايات ليست خيالية تماماً فبعضها بُني على أحداث حقيقية، والبعض الآخر من نسج الخرافات والأساطير.
تختار البدر مجموعة من القصص التي تنسج عادة من أجل العظة والعبرة، حيث تشير إلى خلل في المجتمع وتحضّ على تبني قيم أخلاقية، أو أنها تعكس منظور الطبقات والفئات الاجتماعية إلى بعضها بعضاً من خلال ما تختزله من أمثال أو خلاصات، ومنها "حديد حديدو"، و"الوفاء بين الأصدقاء"، و"القطرة"، والتي قدّمتها ضمن برامج تلفزيونية أو فعاليات ثقافية.
أما أسماء الكواري، فتشير في ندوات سابقة إلى أهمية تحويل المشاكل الفردية إلى إبداعات إنسانية من خلال رواية القصة كتطبيق عملي، يساهم في إثراء السلوك القيمي للطفل وبناء الشخصية المتكاملة بأسلوب فني جميل وجذاب، وتوعية الطفل بواقعه وإمكاناته وخلق تصورات للمستقبل، وإثراء مخيلة الطفل تساعده على نمو الخيال الخصب، وتنمية قدرات التعبير لديه.
يُذكر أن الندوة تأتي ضمن حزمة من فعاليات وأنشطة أطلقتها المكتبة خلال الشهر الجاري،، وتستدعي ذاكرة الطفولة بإحياء الحكايات الخيالية الشهيرة وقصص الفولكلور والأساطير التراثية، ومنها محاضرة بعنوان "سوالف الأوليين" للباحث صالح غريب، و"أسطورة جلجامش" للأكاديمية هيا آل ثاني.