وسط تصاعد وتيرة الأحداث في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، يخشى الفلسطينيون من خطورة تزايد عمليات الاقتحام والاعتداء على المرابطين فيه، من أجل لفت الأنظار إلى ما يجري أسفل الأقصى من حفريات وأنفاق لترسيخ واقع جديد.
وفي ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الأقصى في الفترة الأخيرة، حذّر مدير المسجد، ناجح بكيرات، خلال مؤتمر صحافي عُقد اليوم الأربعاء، في جامعة بيرزيت في رام الله، من ترسيخ واقع جديد يجعل ما تحت المسجد الأقصى لليهود وما فوقه للمسلمين. إذ تبيّن أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى خلال السنوات المقبلة، إضافة لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، إلى السيطرة على المسجد القديم والمصلى المرواني والبراق والدخول من نفق البراق والخروج من البوابة الثلاثية في الأقصى".
ووصف بكيرات "حرب الحفريات" التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 بأنها أخطر من "حرب الصواريخ والدبابات".
وأشار إلى أن "جنرالات عسكرية من ذوي الخبرة، يخوضون حرب أنفاق تحت الأقصى، ويفكرون في إقامة طريق آمن لليهود، إضافة إلى البنية التحتية العميقة القديمة من أجل ترسيخ الرواية اليهودية".
ويستغلّ الجغرافيون والمحللون العسكريون الإسرائيليون، طبيعة القدس الجغرافية ووقوعها على التلال وبين الجبال في صناعة الدولة اليهودية. وفي هذا الشأن، حذّر بكيرات من زحف يهودي صوب القدس والمسجد الأقصى، لقلع الجذور العربية من القدس لصالح مشروع الدولة اليهودية وتحقيق حلم "القدس عاصمة يهودية".
وأنهت سلطات الاحتلال بناء 71 كنيساً يهودياً و25 نقطة استيطانية إضافة للعديد من الحفريات وتغيير المعالم والأسماء العربية والإسلامية.
ولم يكتفِ الاحتلال بما يقوم به من حفريات، بل يعتدي على المربطين فيه من الرجال وطلبة العلم ونساء الأقصى المرابطات، وأوضحت الناشطة في مشروع "مصاطب العلم" بالمسجد الأقصى، زينة عمرو، في كلمة لها، أن "الاحتلال ينتهك كافة الحقوق والمحرمات للنساء الفلسطينيات في المسجد، إذ يعتدي عليهن بالضرب والاعتقال أو نزع الحجاب، فيما يبعد الكثير منهن عن الأقصى ويحرمهن من الصلاة فيه".
وحول ما يتعرض له طلاب مشروع "مصاطب العلم"، أشارت عمرو إلى أن "الاحتلال لا يريد أي تواجد للفلسطينيين في ساحات الأقصى، فوجود النساء وطلبة المصاطب، يربك الاحتلال ويعزز التصدي الفلسطيني لاقتحامات المستوطنين، وانطلاقاً من ذلك صعّدت سلطات الاحتلال من عمليات القمع والضرب والاعتقال لإبعاد المتواجدين عن الأقصى وتخويفهم".
وشكّلت عمليات الرباط التي يقوم بها الفلسطينيون رجالاً ونساء، على أبواب المسجد الأقصى إرباكاً لجنود الاحتلال، ما جعلهم يتخبطون ويفرطون في استخدام القوة وعمليات القمع.