"حرائر شبرا" ضحايا الانقلاب

27 فبراير 2014
+ الخط -

بات القبض على الفتيات أمراً معتاداً في مصر، وما جرى في القضية الشهيرة إعلاميا باسم "حرائر المنصورة" وقضية "حرائر ستة الصبح" تكرر بالطريقة نفسها في حي شبرا الخيمة الشهير في القاهرة.

وألقت قوات الأمن القبض على 26 سيدة وفتاة في أثناء مشاركتهن في مسيرة مناهضة للانقلاب، مساء الثلاثاء، ليقضين ليلتهن في قسم شرطة "شبرا الخيمة ثان" في محافظة القليوبية. وبالإضافة الى الرعب الذي أصابهن من صراخ رفاقهن، الذين اعتقلتهم قوات الأمن، والذين تعرضوا لـ"حفلة تعذيب"، تعرضت الفتيات أيضا للضرب من حين الى آخر.

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، أصدر بيانا في ساعة متأخرة من مساء أمس، حذر فيه من التصعيد ضد قسمي شرطة شبرا أول وثان، لإطلاق سراح المعتقلات.

وسرحت الفتيات الـ 26 فجر أمس الأربعاء، على دفعتين، ففي الساعة الثالثة فجرًا خرجت 11 فتاة تبعتهن 15 أخريات مع ارتفاع آذان الفجر، حسب أحد المشاركين في المسيرة، الذي قال: إن "المعتقلين الشباب، الذين لم تحصر أعدادهم بعد، لا يزالون رهن الاحتجاز".

وروى المصدر، واسمه "محمد جلال"، واقعة الاعتداء على المسيرة قائلا: انضم المتظاهرون من المطرية وعين شمس الى المتظاهرين في شبرا الخيمة، ونظموا مسيرة ضخمة مطالبة بإسقاط الانقلاب، وعندما أوشكت المسيرة على الانتهاء، في العاشرة من مساء الثلاثاء، بالقرب من الطريق الدائري فوجئنا بسيارات نقل يعتليها بلطجية تهاجم المسيرة".

وتابع لمراسل "العربي الجديد": "اعتلى كل عربة 30 فردًا يرتدون زيًّا مدنيًّا وأطلقوا على المتظاهرين الرصاص الحي، وطلقات الخرطوش بشكل عشوائي، وطاردوا الفتيات، خاصة المتنقبات، واحتجزوا عددًا كبيرًا منهن وأجبروهن على خلع النقاب وفتشوهن، كما استولوا على كل ما كان بحوزة من وقع في قبضتهم، ولم يسلم من أيديهم حتى كبار السن، أو الفتيات قبل تسليمهن الى قسم شرطة شبرا الخيمة".

"أصيب أمامي أحد المتظاهرين بطلق ناري في الصدر وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا أعلم، هل استشهد أم تم إسعافه؟"، أضاف جلال بحزن، مشيرا إلى أن "عدداً كبيراً من المتظاهرين عجزوا عن الهرب، لأن المنطقة التي تفرقت فيها المسيرة كانت شبه خالية وفيها فقط بعض الورش الصغيرة".

وأكد جلال "تعرض المعتقلات الـ 26، وكان من بينهن سيدات عجائز، للضرب في قسم الشرطة قبل إطلاق سراحهن فجر الاربعاء" بينما الشباب، لا يزالون رهن الاحتجاز، بعدما تم عمل "حفلة تعذيب" لهم، استمرت حتى الصباح قبل نقلهم الى معكسر الأمن المركزي، التابع لوزارة الداخلية، في مدينة بنها التابعة لمحافظة القليوبية.

من جانبه، قال شقيق أحد الشباب المعتقلين: "نسكن في المطرية، وتم اعتقال أخي البالغ من العمر 19 عاما، عندما كان في طريقه الى زيارة بعض أصدقائه، وتوقف ليشاهد المواجهات بين المتظاهرين والبلطجية أعلى كوبري مسطرد، حيث اعتقلت قوات الأمن المارة بشكل عشوائي، ومن بينهم أخي وفتاة كانت تشتري بعض الأشياء وتستعد لحفل زفافها بعد يومين".

وأكمل بأسى "في أثناء وجودنا أمام القسم أمس، خرجت المعتقلات وحكين عن ضربهن داخل القسم وسماعهن أصوات تعذيب الشباب المعتقلين بوحشية".

المساهمون