"جِبنا آخرنا" تضامناً مع المعتقلين المصريّين

16 سبتمبر 2014
حملة "جبنا أخرنا" أمام نقابة الصحافيين (من فيس بوك)
+ الخط -

كان المناضل الحقوقي الراحل، أحمد سيف الإسلام، يقول: "إن جسد المعتقل هو وسيلة المقاومة الأخيرة التي يمتلكها، بعد سلب حريته وإرادته واتصاله مع العالم الخارجي". نازع الراحل في أيامه الأخيرة من أجل حرية ابنه علاء وابنته سناء، المعتقليْن على خلفية قانون التظاهر، ورحل عن الدنيا، وهما معتقلان. فقط تقرر الافراج عن علاء أمس الاثنين، ولا زالت سناء معتقلة. وبدأ عشرات المعتقلين وآخرون غير معتقلين حملة بعنوان "جبنا آخرنا" للإضراب عن الطعام حتى الإفراج عن المعتقلين، كما بدأ عدد من الصحافيين الشباب إضرابا مماثلا، في مقر نقابتهم في القاهرة.

والإضراب عن الطعام بحسب الطبيبة في "مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب" سوزان فياض، "لا يحدث إلا في الدول الأكثر قمعا وديكتاتورية، واللجوء إلى الإضراب هو المرحلة الأخيرة بعد إفشال الأنظمة كل السبل". وعرف الإضراب عن الطعام بـ"معركة الأمعاء الخاوية" نسبةً لواقعة إضراب 1600 أسير فلسطيني عن الطعام في السجون الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2012، اعتراضاً على المعاملة غير الإنسانية. وتمكن اثنان من المضربين عن الطعام من كسر رقم قياسي لأطول إضراب عن الطعام، بلغ 76 يوماً. واستعرض "مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب" في فيديوهات له بعض المعلومات عن الإضراب عن الطعام، منها: أن الإضراب أحد وسائل المقاومة السلمية، حيث يصوم المضربون احتجاجا لهدف معين، كما أن الإضراب أحد وسائل جذب انتباه ورفع وعي الرأي العام بشأن ظلم واقع.

أنواع الإضراب

الإضراب الشامل عن الطعام والشراب نادر، وقد يؤدي إلى وفاة الشخص المضرب، ولا يسمح له بالوقت الكافي لتحقيق أهدافه، حيث يمتنع الشخص المضرب عن تناول الطعام مع استمرار تناول المياه بكميات كبيرة، وقد يتضمن هذا النوع من الإضراب تناول الأملاح أو السكر أو الفيتامينات.

وهناك أنواع أخرى من الإضراب عن الطعام تتضمن تناول بعض السكريات أو الأملاح. وكل أنواع الإضراب عن الطعام ضارّة بالصحة، وتتوقف درجة الضرر على عمر المضرب وكمية الوزن المفقود، وفترة استمرار الإضراب. وفي حال وجود مشاكل صحية تزداد المشكلات سوءًا.

ففي الأيام الثلاثة الأولى، يستمر الجسد في استخدام مخزونه من الجلوكوز لتوليد الطاقة. بعد ذلك يبدأ الكبد باستخدام دهون الجسم. وبعد ثلاثة أسابيع يدخل الجسم حالة "المجاعة" حيث يبدأ في استخدام العضلات والأعضاء الحيوية لتوليد الطاقة، وهي مرحلة الخطر.

بعد اليوم السابع، يبدأ الشخص المضرب عن الطعام في الشعور بأعراض الدوار والإجهاد، وقد يشعر بصعوبة في الوقوف. وبعد الأسابيع الأولى، يشعر المضرب بالبرد وآلام في المعدة، وفي أواخر الشهر الأول يشعر بالإجهاد الذهني والتوتر.

أما بعد الأسبوع الرابع، فيصبح من الأفضل تحويل المضرب للمستشفى. ومع حلول الأسبوع الرابع أو الخامس أو في حالة عدم حصول المضرب على فيتامينات، تتولد أعراض النظر المزدوج والدوار الشديد والقيء وصعوبة البلع بسبب عطب في الأعصاب. وبداية من اليوم الأربعين، يشعر المضرب بارتباك ذهني واختلال في الحديث وضعف في السمع وضعف في البصر وقد يحدث نزيف، ويزيد الاستعداد للإصابة بالعدوى الميكروبية مع تأخر شفاء الجروح. أما حالات الوفاة بسبب الإضراب عن الطعام فغالبا ما تكون نتيجة انهيار الدورة الدموية.

حقوق المضربين

حقوقياً، يجب احترام قرار الشخص بشأن استمراره من عدمه في الإضراب. ولا يجوز إطعام المضرب عن الطعام قسراً ما دام كان واعياً وقادراً على فهم تبعات قراره.

وتعتبر "الجمعية الطبية العالمية" التغذية الإجبارية للمضربين عن الطعام شكلا من أشكال المعاملة غير الإنسانية. قانوناً، بالنسبة لمن هم خارج السجون، لا يوجد تنظيم قانوني للإضراب عن الطعام، ولا مسؤولية على الدولة أو المضرب. وأهميته بالأساس دعائية وسياسية. وبالنسبة للمضربين عن الطعام في السجون، لا يوجد نص في قانون تنظيم السجون حول الإضراب عن الطعام، وإنما هناك تعليمات بعمل محضر إجراءات، ثم العرض على النيابة للتحقيق وكشف طبي دوري لمتابعة الحالة الصحية.

المعتقل محمد سلطان مضرب عن الطعام منذ أكثر من مائتي يوم على خلفية قضية معروفة إعلاميا بـ"خلية رابعة". وإبراهيم اليماني معتقل منذ أكثر من 385 يوما. إضرابه تجاوز 150 يوماً ومستمر حتى الآن. وتشير التقديرات "التقريبية" الصادرة عن "مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب"، وهو منظمة مجتمع مدني مصرية، إلى أن عدد المضربين عن الطعام في السجون المصرية المعتقلين على خلفية قانون التظاهر، بلغ نحو 105 معتقلين، فضلاً عن 91 مضرباً عن الطعام، تضامنا معهم خارج السجون.