تتجول سيارة "جيلاتي غزة" في المناطق المهمشة بمحافظات قطاع غزة الخمس لتوزيعه بالمجان، أملاً في زرع الابتسامة على وجوه الأطفال المحرومين، وأبناء الأسر الفقيرة غير القادرة على شراء المرطبات الصيفية.
وانطلقت فكرة "الجيلاتي الاجتماعي" في قطاع غزة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية من جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 14 سنة، وزيادة نسب الفقر التي تجاوزت 80 في المائة، فيما يعتمد كثير من الأسر على المساعدات لتوفير احتياجاتها اليومية.
ويوفر المشروع حديث النشأة فرصة عمل لسبعة أشخاص، وهم يعيلون سبعة أسر، ويسعى القائمون على المشروع الذي تنفذه جمعية تطوير المرأة الفلسطينية (مؤسسة خيرية غير ربحية)، إلى تنمية وتمكين النساء والأطفال من خلال خلق فرص عمل، والحفاظ على آليات التضامن والإنصاف في التوزيع.
ويعمل المشروع على دمج الفكرة التجارية بفكرة التأثر الاجتماعي من خلال أنشطة وفعاليات ميدانية يجري تنفيذها بشكل متواصل، كما يهدف النشاط الذي تشرف عليه وتدعمه مؤسسة "فينتو دي تيرا" الإيطالية، إلى تعميم الفائدة عبر التعامل مع مزارع تربية الماشية في جلب الحليب الطازج، واستفادة المزارعين من بيع الفواكه الطبيعية، التي تعد مكونات أساسية في تصنيع المُنتج.
ويقول محمد الشطلي، أحد أعضاء فريق العمل، إن فكرة الجيلاتي الاجتماعي ترجع إلى شخص يعمل في منظمة الصحة العالمية، عاش في مصر لفترة، وشاهد موقفاً لطفل صغير لم يتمكن من الحصول على المرطبات، ما دفعه إلى تنفيذ فكرة توزيع المرطبات على المناطق العشوائية والمهمشة مجاناً، وتطور المشروع في عدد من البلدان، إلى أن وصل إلى فلسطين.
ويبين الشطلي أن "المشروع يساهم في تقديم الجيلاتي للأشخاص غير القادرين على الشراء، ويعتمد أساساً على الحليب والفواكه الطازجة، والفواكه الموسمية، وتتنوع الأصناف المقدمة بين نكهة الفانيلا، والشوكولاتة، والبسكويت، والتين، والعنب، والمانغو، والفراولة، والكيوي، والشمام، والموز، وغيرها، فيما خُصِّص منتج لمرضى السكري، ومنتج لأصحاب الحمية الغذائية".
وقال عضو الفريق، أحمد رضوان، إن المشروع يركز على أهمية تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في فلسطين، والحفاظ على ديمومته، وذلك عبر دعم التضامن الاجتماعي وتعزيزه ونشر مبادئه، فهو يوفر فرص عمل لمختلف الفئات المجتمعية، وفي مقدمتها الشباب والنساء.
وبيّن رضوان أن "المشروع شارك في عدد من المعارض المحلية، ونفّذ عدداً من الأنشطة الميدانية في الروضات والجامعات ومعاهد الأيتام والمناطق المهمشة، إلى جانب تنفيذ نشاط في جمعية الشبان المسيحية، ونسعى إلى تطويره بهدف دعم المشاريع الصغيرة، والوصول إلى مختلف المناطق".
ويجري إيصال كميات الحليب والفواكه إلى وحدة إنتاج، داخل جمعية تطوير المرأة الفلسطينية في منطقة البريج وسط قطاع غزة، ليدخل الحليب في عملية البسترة، ومن ثم خلط الجيلاتي للتصنيع، تمهيداً لدخول عملية التجميد المباشر لأخذ القوام المناسب، ومن ثم تُنقَل الخلطات الجاهزة إلى نقاط البيع والتوزيع، بينما تتنقل السيارة في مناطق معينة، علاوة على التوزيع المجاني في بعض المناطق المهمشة.