"جيسوس إز كينغ" لكانييه ويست... مغنّي الراب برداء الواعظ

30 أكتوبر 2019
ارتكز العمل على مفاهيم الغبطة والوعظ (ريتش فيري/Getty)
+ الخط -
اتخذ مغني الراب الأميركي، كانييه ويست، من الأغاني والتراتيل المسيحية، وجهة غنائية جديدة له، فأطلق ألبومه التاسع يوم الجمعة الفائت تحت عنوان "Jesus is king". 
ضم الألبوم 11 أغنية، ارتكزت على مفاهيم الغبطة والوعظ والمديح والإيمان، مأخوذة عن بعض العبارات في الكتاب المقدس (الإنجيل)، لتشكل من خلال هذه المفاهيم متلازمة واحدة من حيث المضمون، تبرر توجه ويست الجاد نحو الأغاني الكنسية الروحية، إثر تعرضه في السنوات الأخيرة لأزمة نفسية (روحية)، ما دفعه إلى بناء أسلوب غنائي جديد يرتكز على الروحانية التي، بحسب ما أعلن ويست عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أنقذته وجعلته أقرب إلى الله.
إن كانت جميع أغنيات الألبوم تكرّس مفهوم الروحانية بشكل جلي، إلا أن التنويع في السياق الموسيقي كان بائناً تتقاطع معه نبضات من الهيب هوب وموسيقى الراب، رغم سردية المواضيع المطروحة، فجاءت أغنية "EVERY HOUR" لتمجد الإله وتعبّر عن عظمته وقوته من خلال صوت ويست الذي يصاحبه غناء الجوقة الموسيقية المشاركة في الأغنية، أو ما يعرف بـ "الجوقة الإنجيلية" التي تعطي شعوراً بالغبطة والروحية الجماعية بترانيمهم المسيحية التي يشتهر بها المجتمع الأميركي غير الملون. نستمع إلى هذه الجوقة أيضاً في كل من أغنية "WATER" المصحوبة بصوت مغني السول Ant Clemons، إلى جانب ويست، وهي أغنية تقول إن المسيح نقي كنقاء الماء، ومثله يجب أن يكون الإنسان. و"GOD IS" التي تشير إلى عظمة الإله وعبادته، كذلك أغنية "SELAH" ذات الجوقة الصاخبة التي اعتمدت التسبيح للإله (هلليلويا) إيقاعاً يرتكز عليه مسار الأغنية.
وباعتبار ويست حاصلاً على عدد من جوائز غرامي خلال مسيرته الغنائية، فإنه لم ينكر نعمة الله التي جعلت منه إنساناً ناجحاً، ليشير إلى ذلك في أغنية "ON GOD"، حيث نرى أسلوب ويست المعتاد في الغناء الفردي مستعيناً بتوجيه الأغنية من خلال إيقاع لآلة غيتار إلكتريك، عوضاً عن الجوقة الإنجيلية، ولكن من دون الخروج عن الثيمة العامة للألبوم. الأسلوب ذاته نراه في أغنية "FOLLOW GOD"، إلا أنه هنا يتبنى مفهوماً آخر للنعم ومغريات الحياة، فبالرغم من أنه أشار إلى جائزة الغرامي، غير أنه دعا إلى عدم مصارعة الحياة والتفرد بعبادة الله من دون الخضوع لمغريات الدنيا الفارغة. لا يختلف الأمر كثيراً في أغنية "CLOSED ON SUNDAY" من حيث التوزيع الموسيقي، إلا أنها تميزت ببطء وتيرتها واعتمادها على موسيقى الأرغن إلى جانب الإلكتريك غيتار كإيقاع موازي للأغنية، أما من حيث الموضوع، يعود ويست ويتابع الحديث عن جائزة الغرامي باعتبارها واحدة من مغريات الحياة التي يناضل المشاهير لأجلها فتضللهم عن إيمانهم، ثم يشير إلى أهمية يوم الأحد كطقس صلاة مقدس للعائلة، لكن يبقى الهدف الأساسي الرسالة التي يستكمل ويست من خلال هذه الأغنية، مشروعه الغنائي الذي بدأه منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، وهو عبارة عن دعوات غنائية مفتوحة الفضاء سمّاها "خدمات الأحد" مماثلة لفكرة الألبوم وموضوعه.
بعض أغاني الألبوم قدمها ويست بالتعاون مع عدد من نجوم الراب. مثلاً، في أغنية "EVERYTHING WE NEED" يجدد ويست تعاونه مع CLEMONS، مضافاً إليهم مغني الراب الأميركي تايرون غرافين الملقب بـ TY DOLLA SIGN، ولكن في هذه الأغنية لا يتطرق كانييه إلى الله والمسيح، بل يكتفي بالإشارة إلى قصة الخلق التي بدأت مع آدم وحواء والتفاحة المقدسة، ضمن نسق موسيقي تقليدي لأغاني الهيب هوب والراب، كذلك تعاون ويست ضمن السياق التقليدي ذاته مع فرقة الهيب هوب الأميركية CLIPSE في أغنية "USE THIS GOSPEL" يشاركهم عازف الساكسفون الأميركي KENNY G.

أغنيتان إضافيتان في القائمة، تتمّمان مسار الألبوم الروحاني المرتكز على بعض الكلمات المشتقة من الكتاب المقدس (الإنجيل) ولكن يسودهما إلى جانب قصر المدة الزمنية، طابع الملل بشكل واضح، وهما "HANDS ON"، إذ يدعو من خلالها إلى محاربة الشيطان، مقدمة بشكل وعظي وسردي بحت تكاد تختفي فيها المقاطع الموسيقية، و"JESUS IS LORD" التي يشير من خلالها إلى الاعتراف بربوبية السيد المسيح في مقطع (كوبليه) غنائي واحد.
دلالات
المساهمون