لأوّل مرة منذ عام 1956، أعلنت "مؤسسة نوبل" في ستوكهولم إلغاء المأدبة التقليدية التي تقام في كانون الأول/ ديسمبر عند توزيع الجوائز كلّ عام. حدث ذلك قبل ستّ عقود احتجاجاً على دخول القوات السوفييتية لهنغاريا، واليوم بسبب جائحة كورونا.
قامت المؤسّسة بإلغاءات مماثلة خلال الحربيْن العالمية الأولى والثانية، للحفل الذي يستضيف مئات الشخصيات، منهم أفراد العائلة المالكة السويدية، وهو يمثّل عادة اختتام أسبوع من إعلان الجوائز، حيث يلتقي الفائزون بالجائزة من إجل الاحتفاء بهم.
يأتي ذلك أيضاً بعد فضائح التحرّش الجنسي التي طاولت عدداً من أعضاء في "الأكاديمية السويدية"، التي تمنح الجائزة في حقل الأدب، ما أدى إلى حجبها سنة 2018، لتمنح العام الماضي للكاتب النمساوي بيتر هاندكه (1942)، والكاتبة والناشطة البولندية أولغا توكاركوك (1942).
أعلنت المؤسسة أن مراسم توزيع الجوائز ستُقام بأشكال مختلفة
ولم يسلم هذان الخياران من الانتقادات التي تمحوّرت حول نيل كاتبيْن ينتميان إلى القارّة العجوز، ما ضاعف الاتهامات حول المركزية الأوروبية التي على الأكاديمية التخلّص منها عبر اهتمام حقيقي بأدب الأطراف، وكذلك منحها لهاندكه المعروف بمواقفه العنصرية، كما أن فوز توكارتشوك بدأ كأنه محاولة للردّ على فضائح التحرش من خلال الالتفات إلى كاتبة نسوية.
حول احتفالات هذا العام، كان الرئيسي التنفيذي لـ"مؤسسة نوبل"، لارس هاينكنستن، قد صرّح بأنه "لا يمكن جمع ما يصل إلى 1300 ضيف والسماح لهم بالجلوس بجانب بعضهم البعض وسط قيود" كوفيد - 19" الحالية، كما أن الوباء يجعل من غير المؤكد ما إذا كان الفائزون بالجوائز بإمكانهم السفر إلى السويد".
وسيتمّ الإعلان عن الفائزين في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لكن الاحتفالات في كانون الأول/ ديسمبر ستكون محدودة بشدّة بسبب الوباء. ولم يتضح تماماً بعد كيف وبأي شكل ستقام احتفالات الجائزة، بحسب بيان المؤسسة.
وأوضح هايكنستين أنه "لن يكون أسبوع نوبل كالعادة بسبب الوباء الحالي. هذه سنة خاصةٌ للغاية، حيث يتعين على الجميع تقديم تضحيات والتكيف مع الظروف الجديدة، ولكننا سنولي اهتماماً مختلفاً للفائزين بالجوائز واكتشافاتهم وأعمالهم".
وتم الإبقاء على مراسم توزيع الجوائز في ستوكهولم في ذكرى رحيل مؤسّسها ألفريد نوبل، وأوضحت المؤسسة أن هذه المراسم "ستجرى بأشكال مختلفة"، وستأخذ في الاعتبار التباعد الاجتماعي، وإذا ما اقتضت الضرورة ستكون هناك "طريقة لتسليم الميدالية والشهادة إلى الفائزين في بلدانهم"، وربما تنظّم في سفارات السويد في الخارج.
يُذكر أن الجوائز في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والاقتصاد تعلن في ستوكهولم، بينما يتمّ الإعلان عن جائزة نوبل للسلام في أوسلو.
وتتواصل الانتقادات للمانحين منذ إنشائها علم 1895 ومنحها لأول مرة عام 1901، سواء في ما يتعلّق بتحيّزاتها أو في طريقة الاختيار الذي يرى كثيرون أنها ليست ديمقراطية وتحتاج إلى تغييرات جذرية.