"جدار": الشارع في متحف

11 اغسطس 2015
(من المعرض)
+ الخط -

في معرض "جدار" في العاصمة المغربية الرباط، المستمر حتى آخر السنة في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر"، تنتقل لوحات رُسمت في الأصل على الجدران من الفضاءات العمومية المختلفة إلى داخل المتحف.

انطلقت فكرة المعرض مع نهاية مهرجان يحمل نفس الاسم، ويتطلع أن يذهب بفن الشارع إلى فضاء من المفترض أنه لا يزوره. ومن جهة أخرى، يأتي المعرض كامتداد لفعاليات الدورة الأولى من المهرجان.

يجمع المعرض فنانين أجانب ومغاربة، عملهم الأساسي في عالم الفن هو تحويل الجدران إلى لوحات فنية، أي ما يعرف بفن الغرافيتي. ولعلها المرة الأولى التي يدخل فيها هذا الفن إلى متحف مغربي، وكأنه يستهدف شريحة جماهيرية جديدة عادة ما لا تتعاطى كثيراً مع المتاحف.

نلاحظ في السنوات الأخيرة أن "فن الشارع" أخذ يعرف انتعاشة لافتة، ترتبط بالأساس بأحداث "الربيع العربي"، خصوصاً مع الموجة المغربية الممثلة في "حركة 20 فبراير" التي طالبت عبر آلاف المحتجين في الشوارع بمحاربة الفساد والاستبداد في البلاد، فكانت الرسوم الجدارية إحدى وسائل تعبيرها لتشهد شوارع المغرب ازدهاراً لهذا الفن.

يرى محمد شحمة، أحد فناني الشارع في الرباط، في حديث له مع "العربي الجديد" أن "فن الشارع يدل على نفسه من خلال اسمه، فهو فن وُلد في الشارع، وليس له مأوى آخر غير الشارع".

من المعرض


يضيف شحمة بأن "فن الشارع ينحاز في غالبه إلى الطبقات الفقيرة، ويدعوها إلى مطالعة تلك الأعمال، من خلال جدران الشوارع، حيث يأتي الفن إلى المواطن، ولا ينتظر قدومه".

يشير شحمة بأنه كان يرسم في جدران حيّه من قبل، لكن مساره الفني تغيّر تماماً بعد ظهور "حركة 20 فبراير"، حيث اتجه إلى رسومات ذات مضامين سياسية. وقد صار منذ ذلك الوقت يفكر في ما سينجزه أكثر.

سيمو موهيم، أحد الفنانين المغاربة الذين تُعرض أعمالهم في المتحف، وهو مصمّم غرافيك، مارس الرسم التقليدي، قبل أن يوظف مهاراته في الرسوم الجدارية، مستفيداً من قدرته في التلاعب بالظل والضوء.

ومن اللوحات الفنية الحاضرة أيضاً، ما أنجزه رون أنكلش، من الولايات المتحدة الأميركية، المعروف بسخريته السوداء من العولمة.

كما يحضر الرسام من أصل تونسي، وهيب،الذي أنجز لوحة جدارية كبيرة مصنوعة من آلاف الصور غير معروفة.

دلالات
المساهمون