يتناول الملتقى، حسب المنظّمين "دراسة وفهم التفكيك الدريدي في نشأته وتحوّلاته، بتحليل المفاهيم الأساسية للتفكيك، وتبيان سيرورة هذه الفلسفة وإمكانات نقدها ومراجعتها".
كما يُثير أسئلةً من قبيل: "ما إسهام الفلسفة الدريدية اليوم؟ وهل تتيح الكشف عن جوانب من ميتافيزيقا الحضور؟ وبأي معنى، يسمح نقد ميتافيزيقا الحضور بوضع الهوامش المستبعدة على الواجهة؟".
تتوزّع أشغال الملتقى بين أربع جلسات عامّة وورشتَين. في الجلسة الأولى، يتناول حسان زروق موضوع "دريدا وتقويض الميتافيزيقي: قراءة رورتية"، وتضيء جميلة حنيفي على "تلقّي دريدا في الفلسفة الأميركية"، وتثير فتيحة عابد موضوع "الإتيقا في كتابات دريدا: تفكيك مفهوم الضيافة".
في الجلسة الثانية، يتناول شريف بركة "مسألة تفكيك ميتافيزيقا الحضور عند دريدا"، ويقارب لونيس بن علي "التفكيك وسؤال التأويل عند دريدا"، ويطرح عبد القادر بودومة موضوع "دريدا وفينومونولوجيا التفكيك".
وفي الجلسة الثالثة، يتناول محمد أحسن هواري "موقف دريدا من مسألة الكتابة"، وبشير ربوح "حضور دريدا في الفكر العربي المعاصر"، ويقدّم محرز بويش ورقةً بعنوان "نوستالجيريا دريدا بين أمثلة الماضي وتفكير المستقبل".
وفي الجلسة الرابعة والأخيرة، يقدّم جمال بلقاسم ورقةً بعنوان "التفكيك كسياسة ثقافية"، ونعيمة حاج عبد الرحمن "المظهر الانطولوجي – الميتافيزيقي للتفكيك.. هايدغر مرجعية أساسية لدريدا"، وعبد الفتاح سعيدي "الخلفيات الإبستمولوجية لتجاوز ميتافيزيقا الحضور عند دريدا"، وعبد المالك عايدي "التفكيك والسؤال الجينيالوجي بين دريدا ونيتشه".
وتتضمّن الورشة الأولى ستّ مداخلات؛ هي: "الاسم الفلسفي عند دريدا" لـ زهير حدوش، و"الاختلاف وتجربة الآخر في خطاب الدين عند دريدا" لـ إيمان بن أحمد، و"العنف وأحداث 11 سبتمبر: قراءة تفكيكية" لـ أشواق خنوس، و"سؤال الدين في فلسفة دريدا" لـ سماح عجين، و"الصداقة والضيافة، علاقة مع الآخر: دريدا نموذجاً" لـ كريمة قبروج، و"تجلّيات الخطاب التفكيكي عند دريدا: فكرة الإرهاب نموذجاً" لـ كريمة قبروج.
بينما تتضمّن الورشة الثانية ثماني مداخلات؛ هي: "جاك دريدا وخطاب الاختلاف" لـ سليمة بسرني، و"الإزاحة، الاختراق، التجاوز: حضور دريدا في فكر أركون" لـ عبد النور شرقي، و"دريدا بين الرمز والكتابة" لـ عبد الوهاب كنزي، و"جاك دريدا قارئ الفلسفة اليونانية" لـ فوزي فايد، و"استراتيجية التفكيك الدريدي وعلاقته بالسياق" لـ فريد عواف، و"مفهوم الأثر بين لفيناس ودريدا" لـ فايزة بغلاني، و"مقاربة دريدية لفكر إدوارد سعيد" لـ إخلف بن إيديري، و"قراءة في المصطلح الدريدي" لـ الهاشمي بادي.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول الأكاديمي والناقد لونيس بن علي، أحد المنظّمين والمشاركين في الملتقى إن الأخير يشكّل "محاولةً لإعادة اكتشاف فيلسوف إشكالي مازالت كتاباته التفكيكية تثير الاهتمام، ليس بسبب ما تبدو عليه من الغموض والالتباس، بل لكونها تؤسّس لنوع من الكتابة المشاغبة، التي تقترح إخضاع البديهيات والمسلّمات والمنظومات للتفكيك".
يضيف: "لا نريد أن نتحدّث عن جزائرية دريدا، وإن كانت هذه المسألة في غاية الأهمية. ما يهم، اليوم، هو الإجابة عن السؤال التالي: كيف يمكن ممارسة التفكيك على خطابنا الفكري والثقافي والأدبي؟ ثم كيف يمكن تفكيك واقع هو في الأصل مفكّك على كل الأصعدة؟ الرهان اليوم، بالنسبة إلى المشتغلين على تفكيكية دريدا، هو كيفية الخروج من حيّز المفاهيم والنظرية إلى أفق الممارسة التفكيكية لخطاباتنا".