عمّان تمنح "جائزة الدولة التقديرية" لـ أمجد ناصر

10 سبتمبر 2019
(أمجد ناصر في بورتريه لـ إميل منعم)
+ الخط -
منذ أن نشَر الشاعر والروائي الأردني أمجد ناصر (1955) تدوينة "راية بيضاء" على صفحته في "فيسبوك" في أيار/مايو الماضي مخاطباً قرّاءه بأن "العلاج فشِل في وجه الورم"، بدا لجهات عربية – فلسطينية وأردنية تحديداً - استحقاق تكريمه الذي تأخّر.

واليوم الثلاثاء، أُعلن في عمّان عن منحه "جائزة الدولة التقديرية" في حقل الآداب، وفق بيان صحافي أصدرته وزارة الثقافة الأردنية، أشارت فيه إلى "إسهامات حقيقية في شحن التجربة الشعرية المعاصرة بطاقة خاصة" قدّمها صاحب ديوان "رعاة العزلة"، وهي الجائزة التي تمنحها الوزارة منذ عام 1977، للكتّاب والفنانين والمثقفين والمبدعين الأردنيين، وتمنح عن مجموع أعمال المرشح وإسهاماته في حقل الجائزة.

الاحتفاء به هو التفات لتجربة غنية ومركّبة في كتابة الشعر والمقال الصحافي وسرود الرحلات ضمن انخراط عميق في مشروع حداثوي مشتبك مع قضايا الأمة في لحظة مصيرية، ما عبّر عنه بالتحاقه بصفوف المقاومة الفلسطينية خلال سبعينيات القرن الماضي.

وجاء في بيان الوزارة أن الجائزة منحت بتنسيب منها "نظراً لما قدّمه هذا الشاعر الأردني من إسهامات حقيقية في شحن التجربة الشعرية المعاصرة بطاقة خاصة انعكست بدورها على قصيدة التفعيلة، فرسمت قسماتها العربية التي نبتت بذورها الأولى في بلاد الرافدين منذ منتصف القرن الماضي، وصولاً إلى قصيدة النثر، وتوظيفه للشعر في بعض مكونات السرد على نحو مميز".

وقالت إن "الشاعر أمجد ناصر ساهم في إثراء المشهد الشعري العربي من خلال مؤلفاته الشعرية، ومسيرته الإبداعية التي وصلت إلى 40 عاماً"، حيث أصدر مجموعته الشعرية الأولى "مديح لمقهى آخر" عام 1979 في بيروت واسماً إياه باسمه الذي رافقه إلى اليوم، وانفتح فيها نحو الحياة التي شكّلت تفاصيلها وأشغالها اليومية جوهر قصيدته في فترة هيمنت فيها الأيديولوجيا على الشعر العربي.

وتمّ اختياره أيضاً الشخصية الثقافية لـ"معرض عمّان الدولي للكتاب" الذي يقام نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري، ومُنح "وسام الإبداع والثقافة والفنون الفلسطيني" في يونيو/ حزيران الماضي "تقديراً وعرفاناً بدوره في إغناء الثقافة العربية، وتحديداً الأردنية والفلسطينية".

منذ الثمانينيات، انتقل ناصر - الذي عمل في السنوات الأخيرة في إدارة تحرير موقع وصحيفة "العربي الجديد"- ويتولى حالياً رئاسة تحرير موقع "ضفة ثالثة" الصادر عن الصحيفة، إلى قصيدة النثر في مجموعته الثانية "منذ جلعاد كان يصعد الجبل" ضمن محاولات حثيثة في التجديد سواء على مستوى الموضوع أو في اقترابها من لغة سردية في مناطق غير مسبوقة، وقدّم حولها تنظيره الخاص في عدد من المقالات.

لم تكن تجربته في الرواية بعيدة عن الاهتمام النقدي، بدءاً من عمله "حيث لا تسقط الأمطار" عام 2010، ثم في روايته "هنا الوردة" سنة 2017، واللتين ذهب في كلتيهما نحو فانتازيا غير متوقعة في محاولة لاستيعاب واقع غير مفهوم.

يُذكر أن أمجد ناصر أصدر عدّة مجموعات شعرية منها: "وصول الغرباء" (1990)، و"سرّ من رآكِ" (1994)، و"حياة كسرد متقطع" (2004). وفي الرحلات نشر عدّة كتب مثل "خبط الأجنحة" (1996)، و"في بلاد ماركيز" (2012).

المساهمون