"ثورة تعليمية" في مصر

29 مارس 2016
التخفيف عن التلاميذ مطلوب (محمد حسام/ الأناضول)
+ الخط -
ما يشبه الثورة بدأ ينتقل في الأيام الماضية من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشارع المصري. العنصر المحرّك فيها هم أولياء أمور التلاميذ، خصوصاً الأمهات المصريات من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية اللواتي يتولين عملية الإشراف على تدريس أبنائهن عادة. أما دوافع هذه "الثورة" فهي رغبتهن في تطوير المناهج الدراسية المصرية، وتحديداً تلك التي يجري تدريس تلاميذ المرحلة الابتدائية على أساسها.

بدأ هذا الحراك الذي أطلق عليه اسم "ثورة أمهات مصر" من خلال ثلاث صفحات إلكترونية على موقع "فيسبوك"، هي "تمرد على المناهج التعليمية المصرية"، و"ثورة أمهات مصر"، و"منهجكم باطل". دعت جميع الصفحات وزارة التربية والتعليم في مصر إلى إعادة النظر في المناهج التي يقول أحد أولياء الأمور إنّها تؤدي إلى "كره التلميذ المصري للتعليم، وابتعاده عن أهله لساعات طويلة بسبب ما يعانيه من ضغط خلال عملية المذاكرة".

تحدد "الثورة التعليمية" مطالبها في عدة نقاط هي: "تعديل المناهج المدرسية بما يتناسب مع سن التلاميذ وقدراتهم ومدة الفصل الدراسي، والاهتمام بالتلميذ نفسياً وفكرياً، وتقسيم السنة المدرسية إلى أربعة فصول دراسية، وإلغاء نظام أعمال السنة (تقييم نهائي من المدرّس للتلميذ يلحظ 4 عناصر هي السلوك والحضور والامتحان الشفوي والامتحان الخطي) حتى لا يكون التلميذ تحت رحمة المدرّس، ودراسة مادة الكمبيوتر بطرق حديثة تعتمد على التطبيقي وليس النظري".
كما يطالب أولياء الأمور المناهضون للأساليب التعليمية الحالية في مصر بـ"تأهيل المدرسين للتعامل بطريقة ممتعة مع تلاميذ المرحلة الابتدائية تحديداً، وعدم إضافة مواد الرسم والأنشطة إلى المجموع العام، والاهتمام بإضافة مادة التربية الدينية، وتنظيم جدول الامتحانات كي لا يزيد عدد المواد في اليوم الواحد عن مادة واحدة".

من ناحية أخرى، أعلن أولياء الأمور عن عدم سعيهم إلى تنظيم أي وقفات احتجاجية أو النزول للشوارع لجمع التوقيعات على مطالبهم أسوة بحركة "تمرد" السياسية، بل أشاروا إلى أنّ مطالبهم لن تتحقق حالياً إلاّ بتدخل مباشر من رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي.
إلى ذلك، يتداول أولياء الأمور، عبر صفحات مواقع التواصل، مقترحات لحل أزمتهم مع أطفالهم المقيدين في المدارس المصرية. يلفتون إلى أنّ أحد الحلول المقترحة لتدارك الأزمة سريعاً، تقليل الدروس المطلوبة من التلاميذ لامتحانات نهاية العام.

في هذا الإطار، يقول إبراهيم طلعت، وهو أحد المشاركين في النقاش: "نأمل من وزارة التربية والتعليم أن تبدأ تقليل الدروس من هذا الفصل، وألا يتكرر المنهج الذي خضع التلاميذ للامتحان فيه في منتصف العام أخيراً، في امتحانات نهاية العام، كي لا تسبب المذاكرة إرهاقاً شديداً للتلاميذ وأوليائهم".
يتابع: "أتمنى أن تبدأ الوزارة من العام المقبل بمناهج مطوّرة، خصوصاً للمرحلة الابتدائية. التلميذ منذ السنة الابتدائية الأولى لا يعتمد إلا على الدروس الخصوصية، فلا يجوز حشو دماغ طفل عمره لا يتجاوز 6 سنوات أحياناً بأمور لن تفيده بشيء".

من بين المشاكل التي يحاول الحراك الوصول إلى حل لها المقابلات الشخصية التي تفرضها المدارس على الأطفال دون عمر الخامسة من أجل القبول فيها. تلك المدارس تجري مقابلات تشبه اختبارات الدخول، مع الأطفال، لمعرفة قدراتهم في اللغتين الإنجليزية والعربية، وتحديد مستواهم قبل التحاقهم فيها. هذا الأمر يعتبره أولياء الأمور "إجهاداً عقلياً ونفسياً لا يتناسب مع الغرض الأساسي من الالتحاق بالتعليم المدرسي، لأنّ الأخير هو المسؤول عن تعليم الأطفال وتأهيلهم لغوياً وعلمياً وليس أهلهم".

الامتحانات على الأبواب

نجحت الصفحات الناطقة باسم أولياء أمور التلاميذ على "فيسبوك" في حصد تأييد شعبي حول مشاكل التعليم الابتدائي. وعلى الرغم من إعلان قيادات في وزارة التربية والتعليم المصرية، عن سعيها إلى تقليص دروس المنهج الحالي، وإعادة النظر فيه، إلاّ أنّ أولياء الأمور يطالبون بتدخل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر لحلّ الأزمة مع اقتراب امتحانات نهاية العام.

اقرأ أيضاً: "زنازين" في مدارس مصر