تحت شعار "أندلسيات وتراثيات مغربية"، ينطلق في طنجة غداً مهرجان "ثقافات مغاربية" ويتواصل حتى 25 من الشهر الجاري بتنظيم من جمعية "أبناء وبنات زرياب لـالموسيقى الأندلسية والروحية".
بمشاركات من تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا والبلد المضيف، يحتضن المركز الثقافي "أحمد بوكماخ" عدّة فعاليات وندوات وأمسيات شعرية تعبّر عن مزاج الدورة الأولى من التظاهرة.
تركّز الفعاليات بالعموم على التراث اللامادي المشترك والشعبي بين البلدان المشاركة، من هنا تحضر بشكل رئيسي الموسيقى الأندلسية والصوفية التي تعدّ جزءاً أساسياً من ثقافة شمال أفريقيا الموسيقية، وإن كانت تحمل مسمّيات مختلفة، فنجد طرب الآلة والملحون والمالوف والكناوة وغيرها من الأشكال الموسيقية لها مسميات مختلفة بين الجزائر وتونس والمغرب على سبيل المثال، ولا شك أن لكل منها مهرجاناً بمستويات مختلفة تتسع وتضيق بحسب إمكانية تنظيمها.
منظّم المهرجان علي بن يعيش، يقول في مؤتمر صحافي عقد مؤخراً حول المهرجان؛ إن الموسيقى الصوفية والأندلسية بمثابة ملاذ من الرداءة المهيمنة على الساحة الموسيقية، وردّ على التقليد وعدم الأصالة في هذا الغناء، لذلك جرى اختيار الفرق المشاركة بحرص على أن تمثل أصالة الغناء الصوفي والأندلسي.
من أبرز الفعاليات التي يتضمنها برنامج المهرجان، مشاركة الفنان التونسي محمود فريح بعرض يحمل توقيع الـ "مالوفجية" -اسم فرقته الموسيقية المشتقّ من فن المالوف - وهو تراث شفوي تناقلته الأجيال، ويقال إن أصل كلمة مالوف هو "وفيّ للتقاليد"، وينقسم إلى قسمين، أحدهما روحاني يسمى "الجدّ"، والآخر دنيوي يسمى "الهزل".
كما تنظّم التظاهرة ندوة يشارك فيها شعراء وموسيقيون وباحثون تحت عنوان "المشتركات التراثية والروحية وتعزيز التآلف"، إلى جانب محاضرة يشارك فيها كلّ من الباحثيْن يونس الشامة وعلي بن يعيش بعنوان "علاقة الجمال بين الأجيال المغاربية".
يتضمّن برنامج التظاهرة معرض للمخطوطات النادرة من البلدان المشاركة، تدلّل في معظمها على الإرث المشترك في منطقة شمال أفريقيا.