"تيفاوين": سوسيولوجيا القرية وفنونها

15 اغسطس 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -

تتزايد الدراسات حول تهميش الأرياف في المغرب، والتي تتناول في معظمها نسب الفقر ومشاكل التعليم والصحة والسكن والمياه وارتفاع معدلات البطالة، كما التفت كثيرون إلى المتغيّرات التي حلّت بها على صعيد الجماعة والأعيان وتحولات القيم الاجتماعية والهجرة وتمثّل الحداثة في الدولة والمدرسة والمجتمع المدني فيها.

تساؤلات عديدة تُطرح اليوم بقوة مع تراجع التنمية ووجود قطيعة معرفية تتمثّل برسوخ مفاهيم شبه قارّة أنتجتها السيوسيولوجيا الكولونيالية في تحديد موقع القرية وبنية الإنتاج فيها وشخصية القروي، في ظلّ دعوات مفكرين ومثقفين لتحريرها من أية محاولات لتشويه الواقع واختزاله، وكذلك إخضاعه قسراً لبعض النظريات والمفاهيم الغربية السائدة.

في هذا السياق، انطلقت الدورة الثالثة عشر من "فستيفال تيفاوين" من صباح اليوم في مدينة تافراوت المغربية (500 كلم جنوب الرباط) والتي تتواصل حتى التاسع عشر من الشهر الجاري بتنظيم لقاءات وندوات ثقافية وحفلات موسيقية، تحت شعار "الانتصار لفنون القرية".

تسعى التظاهرة إلى "تسليط الضوء على مقومات القرية، كفضاء مجالي وثقافي عبر مجموعة من الأنشطة السوسيوثقافية والتنموية تتفاعل فيها جمالية فنون القرية الأمازيغية الأصيلة بالإبداعات الموسيقية العصرية"، بحسب بيان المنظّمين.

رغم وجود بعض الفعاليات التي تحمل مقاربات معمّقة إلا أن المهرجان يستسهل تقديم "فرجة" تندرج في إطار التعامل مع التراث باعتباره تركة من الماضي لا تستعاد إلا كـ"فولكلور" مثل غيرة من المهرجانات العربية.

تستضيف الدورة الحالية 45 فرقة موسيقية مغربية، وسيتمّ الاحتفاء بفن أحواش الذي يقع بين الموسيقى والإيقاعات والرقص الجماعي والارتجال والمساجلات الشعرية، من خلال عرض فني تقدّمه "فرقة بنات اللوز" للمخرج عابد أويوب.

يقام أيضاً لقاء حول تدريس اللغة الأمازيغية، وآخر بعنوان "الأرض والإنسان والهجرة"، وحفل توقيع كتاب "نضال مستمر من أجل الاستقلال والديمقراطية" للباحث لحسن الملوزي، ورواية "سيد سين فلسفته وزوابعه الذهنية" لكاتبها عبد الله اكرامن، إلى جانب تنظيم الدورة الثانية من منتدى "الجامعة القروية محد خير الدين بعنوان "الفنون القروية الهوية كحمولة والمحافظة كرهان"، ومعرض كتاب يضمّ إصدارات حول المنطقة.

المساهمون