يقيم متحف "تيت" البريطاني، معرضاً بعنوان "السريالية في مصر"، وهو معرض شامل لأعمال جماعة "الفن والحرية" التي أطلقها مجموعة من الكتاب والفنانين في كانون الأول/ ديسمبر 1938 في القاهرة، وكان من بينهم جورج حنين، ورمسيس يونان، وإنجي أفلاطون، وفؤاد كامل، وحسن رافع، وسمير تلمساني، وأنور كامل، وماهر رائف، وحامد ندا، وعبد الهادي الجزار، وحسين يوسف أمين.
إلى جانب اكتشاف يبدو متأخراً من قبل المؤسسات الفنية والثقافية الكبيرة في أوروبا، للمدرسة السريالية في المشرق (منذ أشهر أقام مركز "جورج بومبيدو" الباريسي معرضاً مماثلاً عن جماعة "الفن والحرية")، يؤكد متحف "تيت" على أنه يسعى إلى الكشف عن تأثير السريالية وتمظهراته خارج أوروبا.
فبالرغم من ارتباط السريالية في تاريخ الفن بأوروبا، لكن المعرض يقول إن جغرافيا هذه الحركة كانت أكبر مما يظهر في أدبيات تاريخها المتداولة.
حين نشأت السريالية في مصر كانت من مجموعة فنانين التفوا حول الكاتب ورائد الحركة بنسختها المصرية جورج حنين (1914-1973)، صديق الشاعر الفرنسي أندريه بروتون، فكان بمثابة عرّاب للحركة قبل أن تتراجع تماماً في الخمسينيات.
قامت هذه الجماعة بكثير من المراسلات والحوارات وسافر بعض أفرادها إلى فرنسا، وكان لديهم علاقات مع بروتون والمصور لي ميلر، اللذين لعبا دوراً هاماً في تقديم السريالية للمشهد الثقافي في مصر والمساهمة في تطورها، هذه التفاصيل كتب عنها في بداياتها أحد أعضائها، وهو رمسيس يونان (1913-1966) بعنوان "غاية الرسام العصري"، وكتب عنها لاحقاً الناقد والمؤرخ المصري لويس عوض (1915-1990) وآخرين.