وأوضحت الصحيفة أنه في بلاد تعرّض فيها رؤساء وزراء سابقين للاختطاف أو القتل، أو الطرد من مقراتهم منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي، فإن وصول رئيس حكومة جديدة لاختبار حظه قد لا يبدو أنه أمر مثير للاهتمام. بيد أن الصحيفة أوضحت أنه رغم البداية غير المشجعة التي لاقتها حكومة السراج التي تحظى بدعم دولي، فإن وصولها لطرابلس يمثل أفضل فرصة أمام ليبيا لإنهاء الصراع الداخلي الذي ظهر منذ 2011، وكذا للحيلولة دون تحوّل البلاد إلى معقل جديد لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، معتبرة أن الحكومة الجديدة آخر فرصة أمام ليبيا.
وخلصت "ذا تلغراف" إلى أنه إذا لم تتمكن هذه الحكومة، التي تضم في صفوفها ممثلين عن كلا طرفي الصراع، من القيام بعملها، فإنه لن تنجح أي حكومة أخرى في القيام بذلك.
من جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى تقارير سابقة نشرتها أخيرا، أوضحت من خلالها أن حكومة السراج الجديدة قد تحصل على دعم عسكري بريطاني لدعم قواتها الأمنية.
وأضافت أن ما يصل إلى ألف جندي بريطاني من الوحدات البرية قد يصلون إلى ليبيا ضمن قوة دولية تضم 6 آلاف عنصر، تكون مهمتهم، وفق التقارير الصحافية، تدريب القوات الأمنية الليبية، بدل الدخول في مواجهات مباشرة مع عناصر "داعش".
وتسود مخاوف من أن تكون محاربة "داعش" مجرد ستار تتخفى خلفه القوى الغربية لبدء تدخل عسكري مباشر في ليبيا.
وذكرت الصحيفة في هذا الصدد أن أي تقدم قد تحققه حكومة السراج في الأيام القادمة يعتبر حاسما لجهة نيل ثقة الليبيين، موضحة أن وصول أي قوى أجنبية لدعم الحكومة سيتم النظر إليه ببساطة كعملية احتلال لدعم شرعية الحكومة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر قد يدفع الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في عرضها القائم بإرسال وحدات برية إلى ليبيا.