"تعال شارك".. الشباب يتحاور حول " تونس 2030"

09 نوفمبر 2016
تجمع الشباب التونسي (العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد العديد من المدن التونسية، منذ أكثر من شهر، سلسلة من الحوارات التي تجمع الشباب بمسؤولين من الحكومة، في إطار مشروع "الحوار المجتمعي حول شؤون الشباب وقضاياه"، تحت شعار "تعال شارك".

ودعت وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني، شباب تونس ومختلف مكونات المجتمع المدني للمشاركة المكثفة في هذا الحوار، استعدادا لتنظيم المؤتمر الوطني للشباب المنتظر عقده يوم 28 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأوضحت الشارني خلال اللقاء الإعلامي الذي نظمته الوزارة للتعريف بأهداف الحوار أن "شباب تونس يعاني من حالات اليأس والإحباط الأمر الذي أدى إلى عزوفه عن المشاركة في الحياة العامة".

وحثت الوزيرة في تصريحات إعلامية على تشجيع الشباب على الإقبال على المشاركة في هذا الحوار المجتمعي، خصوصا أنه يمثل المحور المركزي والمحرك الأساسي لمستقبل تونس في 2030، مبينة أن نسبة إقبال الشباب على الحياة العامة والسياسية لا تتجاوز الـ7 في المائة في حين أنهم يمثلون 30 في المائة من عدد السكان.

وكشف اجتماع، عقد اليوم الأربعاء في العاصمة تونس، المواقف الشبابية التي تعكس حالة من القلق، والخوف من المستقبل، وتبيّن نوعا من القطيعة بين الشباب ومؤسسات الدولة.
وأدار الاجتماع الذي حضره "العربي الجديد"، وزير التنمية المحلية رياض المؤخر، وأقيم بفضاء نادي سكّرة لشركة توزيع المياه العمومية، وهو من النوادي القليلة في تونس، ويؤمه عدد كبير من الشباب الذي عبّر بشكل صريح ولافت عن مخاوفه من المستقبل، وعن فقدانه التدريجي للثقة في الدولة.

وأشار الشباب المشارك في الحلقة النقاشية إلى قضايا كثيرة تشغله، من بينها انسداد الأفق وسقوط عدد كبير في التطرّف أو المخدرات التي أصبحت تباع في الفضاءات المحيطة بالمدارس والمعاهد أمام أعين الجميع، وأكد كثيرون منهم أن الهجرة أصبحت تقريبا الحل الأمثل أمام البطالة التي دفعت بشباب يائس إلى التفكير في الهجرة لأنه لا يجد بعد تخرجه مجالا لتحقيق آماله التي عاش من أجلها سنوات طويلة.

وتحدث آخرون عن غياب الدولة، وعدم نجاعة هذه الحوارات التي نظمت أكثر من مرة، دون أن تجد توصياتها مجالا للتنفيذ، وعن غياب المعلومة التي تؤطر الشباب وتأخذ بأيديه إلى الفرص المتاحة للتشغيل، بالإضافة إلى تقلص الفضاءات الشبابية القادرة على استقطاب مواهب الشباب المتعددة، وتراجع دورها التأطيري.

وتوقف بعض الشباب عند الخطاب الديني وتأثيره السلبي، ودعا خطيب شاب شارك في الحوار إلى انتهاج اُسلوب جديد يكرس الخطاب الديني المعتدل ويمنع السقوط في التطرّف، من خلال التوجه الى المقاهي والمدارس والفضاءات التي يتواجد فيها الشباب بأعداد كبيرة بعيدا عن الأطر التقليدية.

فيما قاطعت شابة تونسية كلمة الوزير، لتشير إلى أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة انتماء، أو إحساس بعدم الانتماء بسبب غياب الحس الوطني الذي يمكنه حل كل المشاكل، داعية إلى استرجاع دور الأسرة في تحقيق هذا التوازن.

وعبر الوزير عن إعجابه بالمداخلات، مشيرا إلى أن الشباب الحاضر في اللقاء لا يمثل كل شرائح الشباب التونسي، وأن هناك أعدادا أخرى خارج القاعة وفي فضاءات بعيدة تشعر أنها مقصيّة عن الشأن العام، داعيا إلى التحاور معهم بلغة يفهمها الشباب وعن طريق الشباب، مؤكدا أن هناك خلطا بين مفهوم الدولة والحكومة والإدارة، ومشددا على أن شيئا لن يتغيّر من تلقاء نفسه إلا إذا كانت هناك قوة ضاغطة تدفع إلى التغيير، والشباب هو هذه القوة، ما يدفعه إلى العودة للمشاركة بقوة في الشأن العام لتحرك السواكن.

المساهمون