رغم حضور أعماله مترجمة إلى العربية منذ عقود، فإنه من اللافت أن نشهد في السنوات الأخيرة مزيداً من الاهتمام بأدب الكاتب النمساوي ستيفان تسفايغ (1881 - 1942)، حيث صدرت عدّة ترجمات لأعماله القصيرة، وحتى غير المكتملة منها كما هو الحال مع رواية "التحوّل" التي صدرت مؤخراً عن "دار مسكلياني".
أما الملاحظة اللافتة الثانية، فتتمثّل بأن معظم الترجمات الجديدة قد أنجزها مترجمون ومترجمات من تونس، هم: أبو بكر العيادي، وناظم بن إبراهيم، ولسعد بن حسين، وسحر ستالة، وميساء العرفاوي، وأشرف القرقني، وأحمد وليد الفرشيشي، وهو ما لفت مجموعة القراءة "عشّاق الكتب" حيث ستقيم بعد غد السبت أمسية أدبية بعنوان "تسفايغ في تونس: من خلال مهرّبي أرواحه" في فضاء "بارادوكس" في مدينة سوسة التونسية بحضور أربعة من مترجميه.
يقول حلمي الشيخاوي، أحد المشرفين على المجموعة، بأن "فكرة الأمسية قد انطلقت بعد صدور آخر ترجمة لروايات تسفايغ في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، "التحوّل" والتي قام بها أشرف القرقني، ومع متابعتنا للترجمات السابقة والمتلاحقة فكّرنا في مواكبة هذا النسق وتسليط الضوء على التجربة الجماعية لترجمة تسفايغ، وقد اخترنا 22 شباط/ فبراير لأنه يقابل يوم رحيل الكاتب النمساوي منتحراً في منفاه البرازيلي سنة 1942".
يحضر في الأمسية كلّ من القرقني مترجم رواية "التحوّل"، والفرشيشي مترجم "الليلة العجيبة"، وستالة مترجمة "لاعب الشطرنج"، والعرفاوي مترجمة "فوضى الأحاسيس"، وعن اختيار هؤلاء دون بقية المترجمين يقول الشيخاوي: "حيال العدد الكبير من المترجمين سنكون أمام موقفين لا نحبّذهما، فإما أن اللقاء سيتجاوز المدة الزمنية المعتادة بطريقة قد تضجر الحاضرين، وإما أن نتعسّف على الضيوف ولا نعطيهم الوقت الكافي في مداخلاتهم. إذن، فالمسألة التنطيمية هي التي جعلتنا نكتفي بتوجيه الدعوة إلى أربعة ضيوف، دون أن يكون لنا أيّ موقف سلبي من بقية الأسماء الأخرى التي نأمل باستضافتها وحلولها بيننا في مختلف المواعيد القادمة".
وعن أسباب هذه الموجة من ترجمات تسفايغ، يقول الشيخاوي بأنها تعود لأسباب كثيرة منها "ما هو متعلّق بحقوق الترجمة المتاحة، ومنها ما هو متعلّق بالخيارات الأدبية حيث أن الكاتب النمساوي يكتب ضمن الرواية القصيرة، والتي تجد لها جمهوراً واسعاً من محبي الكتب الجيدة وسريعة القراءة، وهذا يفسّر بشكل أوسع أن تسفايغ من أكثر الكتاب مقروئية في العالم".