"ترابك يا وطن"... انحطاط في زمن الأسد

21 فبراير 2017
سخر الحمزاوي في أغانيه من المتظاهرين السلميين ضد النظام(Getty)
+ الخط -
بعد أن أتاحت وسائل الاتصال الجديدة الفرصة لكلّ من يرغب بنشر منتجاته السمعيّة والبصريّة دون قيود. وازداد عدد المتعدّين على القطاع الفني والثقافي. أصبح من الصعوبة، تقييم التجارب الفنية الجديدة. فاليوم، صار من الصعب علينا أن نقيم بدقَّة، مثلاً، أغنية سورية صَدرت في السنة الأخيرة، بسبب هامشيّة أغلب المغنيين السوريين، وبسبب عدم توافر أرشيف شامل يجمع كل المنتجات السوريّة الفنيّة. ولكن، قد يكون من الممكن أن نعتبر ألبوم فراس الحمزاوي الأخير، والذي أصدره في بداية العام الجاري، وحمل عنوان "ترابك يا وطن"، بأنه أضعف ألبوم غنائي سوري في العام الحالي، ولأسباب عديدةٍ منها:

لا جديد في الألبوم الجديد
على الرغم من أن ألبوم الحمزاوي الجديد يضمُّ 32 أغنية، إلا أنه لا يحتوي على أي أغنية جديدة. فجميع هذه الأغاني سبق وأن أصدرها الحمزاوي في وقتٍ سابق، وأطلقها على موقع "يوتيوب" في السنين الست الأخيرة. ولم تلقَ، حين أصدرها، أي صدى. يضمُّ الألبوم الجديد جميع أغاني الحمزاوي الوطنية التي تغنى بها بإنجازات جيش النظام السوري وحلفائه. في حين أن شهرة الحمزاوي جاءت بسبب استخدامه ألفاظاً نابية في الأغاني العاطفية. وأغاني الحمزاوي ذات الطابع السياسي الموالي للنظام السوري، لم تروّج لها المحطات التلفزيونية العربية، بما في ذلك قنوات التلفزيون السوري الرسميَّة.

ضعف العناصر الفنية وابتذال المضمون
يبدو أن نقاش الشكل الفني الذي يقدمه الحمزاوي غير مجدٍ حقاً، فلا صوت الحمزاوي ولا أداؤه ولا ألحانه ولا حتى الكلمات التي يغنيها، من الممكن أن نعتبرها عناصر فنية، ناهيك عن تشابه أغانيه شكلاً ومضموناً. ولكن مضمون هذه الأغاني يتفوَّق بضعفه على الشكل الفني، فالحمزاوي في ألبومه الوطني، خصص أغانٍ للتملّق من كل شعبة أمنية في سورية على حِده. فتشعر وأنت تقرأ أسماء الأغاني على الغلاف، أنَّك تقرأ أسماء الأفرع الأمنية في سورية. ومن الأغاني التي يضمها الألبوم "الجوية"، "حزب البعث"، "الفرقة الرابعة"، "القوات الخاصة"، "المخابرات السورية"، وغيرها؛ كما يضم الألبوم أغاني يناشد بها الحمزاوي دول الجوار لتسليم المعارضين للقوات السورية، كأغنية "الأمن العام اللبناني"، ليغدو الألبوم برسائله ومعانيه نموذجاً لأسوأ ما يمكن للفنان السوري أن يقدمه.

العنف البصري
في صورة الغلاف، يقف الحمزاوي مرتدياً البزة العسكرية للجيش السوري، ويمسك بيده ميكروفوناً، وبالأخرى بندقية. ليختزل بهذه الصورة، الفن الذي أفرزه النظام السوري في سنين ما بعد الثورة؛ ولكن هذه الصورة لا تعتبر أسوأ العناصر البصرية التي رافقت أغاني الألبوم، ففي أغنية "ثورة سلمية"، والتي يسخر بها من الثورة، تظهر صور لأشلاء جثث السوريين، ولرؤوس مقطوعة، لتفوق جرعة العنف في الفيديو المرافق للأغنية، كل ما قدمه الإعلام السوري. ولا تقل الصور في كليباته بشاعةً وعنفاً. ففي كليب "الأمن العام اللبناني"، يصور عمليات الاعتقال والتعنيف بشكل همجي.



المساهمون