"تحيا القدس" معرض للتعريف بالمدينة المحتلة واستكشافها

31 اغسطس 2017
العديد من الفنانين الفلسطينيين شاركوا في المعرض (فيسبوك)
+ الخط -

يقدّم معرض "تحيا القدس" في المتحف الفلسطيني، فرصة لكل من يريد التعرف على مدينة القدس المحتلة، من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، شارك فيها 48 فناناً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً.

وأوضح المتحف أن المعرض "يسعى إلى استكشاف المدينة باعتبارها مجازيّاً نموذجاً شهد نشوء العولمة وانهيارها، ويرنو إلى إيجاد أجوبة من أجل استلهام مستقبل أفضل".

كما أشار إلى أن "المعرض يوضح انبعاث العولمة وآثارها وقيودها في مدينة القدس، من خلال وفرة في المواد السّمعيّة - البصريّة".

ويضم القسم الثاني من المعرض "18 عملاً فنّيًّا عالميًّا مكلّفًا أو معاد إنتاجها، معدّة خصّيصا لتُثبّت في حدائق المتحف الفلسطينيّ ومساحاته الخارجيّة".

وافتُتح المتحف الفلسطيني في مايو/أيار من العام الماضي، وهذا هو المعرض الأول الذي يقام فيه.

ويقع المتحف فوق تلة قريبة من جامعة بيرزيت على مساحة 40 دونما، وقدّرت تكلفته بنحو 28 مليون دولار. وصمم المتحف ليكون علامة معمارية ذات طابع حديث، يمتزج بناؤه مع المدرجات الطبيعية المتتالية التي صنعها المزارعون الفلسطينيون منذ القدم، لجعل أراضيهم الجبلية أكثر تماسكاً وإنتاجاً.

واختار القائمون على المعرض استغلال كل مساحاته الداخلية والخارجية لعرض الأعمال الفنية، بل إن أحد الأعمال وُضع في قرية أبو شيخدم المجاورة، ويمكن النظر إليه من خلال تلسكوب مثبّت في حديقة المتحف.

وقال الفنان خالد حوراني، أحد الفنانين المشاركين في المعرض، صاحب فكرة وضع اللوحة الفنية في القرية المجاورة "أردت أن يكون محيط المتحف وهذا المنظر الجميل للقرى الفلسطينية والساحل، جزءا من المعرض".

وأضاف "اخترت مقطع "بوصلة لا تشير إلى القدس" من قصيدة مظفر النواب وكتبتها على قطعة كبيرة من سيراميك الخليل بارتفاع متر وعرض ثلاثة أمتار، كأنها مستوحاة من زخارف قبة الصخرة".

وأوضح حوراني أنه لم يكمل الجملة الأصلية وهي (بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة) في العمل "حتى أترك مساحة للناس كي تفكر".

ويتنقل زائر المعرض وسط أعمال فنية مختلفة من بوسترات ورسوم كاريكاتير وأفلام فيديو وصور وتسجيلات صوتية وأعمال تشكيلية ورسومات، تعطي في مجملها معلومات عن الواقع في المدينة بأرقام وإحصائيات.

وقالت ريم فضة، أحد القيّمين على المعرض خلال تعريفها به "حاولنا أن نحضِر القدس إلى هنا، لنعرّف شبابنا ونقدم لهم القدس التي يتخيلونها، لاسيما وأن كثيراً منهم لا يستطيعون الوصول إليها وأنا واحدة منهم".

وأوضحت ريم أن الإعداد للمعرض استغرق تسعة أشهر، وقالت "عملنا على أن تكون الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس (إغلاق المسجد الأقصى وما تبع ذلك من احتجاجات) جزءاً من أعمال هذا المعرض".

من بين الأعمال الفنية التي وُضعت في حديقة المعرض، عمل الفنان الفلسطيني نداء سنقرط، وهو عبارة عن ذراعي حفّار، وضعتا بشكل متقابل، وكأنهما يدان ترتفعان بالدعاء.

وكتب حول عمله الفني "ربما تساهم هذه الأذرع التي تحمل ندبا أو آثار هدم وتصليح، في فك شفرة تاريخ فلسطين المعاصر ما بعد أوسلو".

ويضيف "هذه الأذرع تذكر بالدعاء وتسليم الذات يأساً من جهة، وبالخلاص والمقاومة من جهة أخرى، كون هذه الآليات هي ذاتها المستخدمة في بناء وهدم منازل الفلسطينيين".

ويبدو أن الفنان نجح في تذكير الفلسطينيين بما تقوم به آليات الاحتلال الإسرائيلي، من عمليات هدم لمنازلهم تحت حجج مختلفة، إما لأسباب تتعلق بالترخيص أو لأسباب أمنية.

واستخدم الفنانون في أعمالهم الكثير من الرمزية التي تعكس واقع المدينة المقدسة، منهم من استخدم نحت حجر للإشارة إلى حجارة المدينة المقدسة، وآخرون استخدموا الحديد في أعمال فنية تشير إلى واقع المدينة المحاصر.

(رويترز)



المساهمون