"تاميفلو" علاج أم "بزنس"؟

10 ابريل 2014
+ الخط -

قال باحثون إن فاعلية الدواء المضاد للإنفلونزا "أصبحت محل شك"، وقالت شركة "روش" – التي ما زالت ترفض إعطاء بيانات عقار "تاميفلو" للباحثين دون قيد "نختلف في الأساس مع الاستنتاجات العامة" للمراجعة التي أجراها الفريق.

ليبقى النزاع بين الشركة السويسرية العالمية المتخصصة في إنتاج الأدوية، وبين جهات تنظيمية وعلماء مستقلين - سعوا منذ سنوات إلى الحصول على بيانات كاملة حول العقار وحقيقة فوائده وفاعليته من الشركة، قائماً.

وتفجر النزاع بشأن فوائد "تاميفلو" الذي تنتجه "روش"، وعقار آخر هو "ريلينزا" الذي تنتجه شركة "غلاكسو سميث كلاين" عندما نشرت شبكة "كوكرين ريفيو" للأبحاث، والدورية الطبية البريطانية معاً، تحليلًا لبيانات تجارب لم تظهر دليلا قوياً على المزاعم القائلة إن العقارين يقللان من العلاج بالمستشفيات، أو يحدان من مضاعفات الإنفلونزا.

وقال كارل هينيغان الأستاذ بجامعة أكسفورد، وأحد أبرز المشاركين في المراجعة التي أجرتها كوكرين، في مؤتمر عقد في لندن اليوم، الخميس، لعرض نتائج التحليل: إن الأموال التي أنفقت على مخزونات العقارين "ذهبت سدى"، لأنه حتى الآن لم تطلع الجهات التنظيمية أو الحكومات أو الأطباء أو المرضى على البيانات الكاملة للدواءين.

وأضاف هينيغان: "الهدف من استخدام أي دواء هو أن المنافع يجب أن تفوق الأضرار، وإذا لم نستطع إيجاد أي منافع فذلك يظهر الأضرار".

وقال فريق هينيغان إن تحليلهم استند في المقام الأول إلى بيانات كاملة من 20 تجربة لعقار "تاميفلو" و26 تجربة أخرى لعقار "ريلينزا".

وقالت نتائج التحليل إن للعقارين آثاراً نافعة قليلة جداً - إن وجدت - مقابل آثار جانبية متنوعة جرى صرف الانتباه عنها أو إغفالها في السابق.

وقالت فيونا جودلي، المحررة بالدورية الطبية البريطانية التي قادت حملة لأربع سنوات لإجبار "روش" على الكشف عن البيانات الكاملة الخاصة بدواء تاميفلو: "الأدلة الأصلية التي قدمت إلى الوكالات الحكومية في أنحاء العالم غير مكتملة".

 "روش" تشكك

لكن "روش" - التي تواجه انتقادات منذ سنوات لرفضها السماح لفريق "كوكرين" بالوصول دون قيد إلى بيانات عقار "تاميفلو" - رفضت النتائج قائلة في بيان لها: "نؤكد بصورة قاطعة جودة وسلامة بياناتنا، التي تعكسها قرارات توصلت إليها مئة جهة تنظيمية في شتى أنحاء العالم، والأدلة الواقعية التالية التي تؤكد أن "تاميفلو" دواء فعال في العلاج والوقاية من الإنفلونزا".

وبلغت مبيعات عقار "تاميفلو" ثلاثة مليارات دولار في عام 2009، جاءت غالبيتها من استخدامه في علاج تفشي انفلونزا (H1N1)، لكن المبيعات تراجعت منذ ذلك الحين.

وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 1.3 مليار دولار على شراء احتياطيات استراتيجية من عقاقير مضادة للإنفلونزا مثل "تاميفلو"، فيما أنفقت الحكومة البريطانية حوالى 424 مليون جنيه إستراليني (703 ملايين دولار) في شراء رصيد بلغ 40 مليون جرعة من "تاميفلو".

لكن قيمة مخزون العقار أصبحت محل جدل كبير في ظل الآراء العلمية القائلة بعدم وجود دليل قوي على فاعلية "تاميفلو"، ودفع الجدل لجنة برلمانية بريطانية إلى انتقاد إنفاق الحكومة على شراء عقار "تاميفلو" في تقرير صدر في يناير/ كانون الثاني الماضي.

يذكر أن دراسة علمية نشرت الشهر الماضي أشارت إلى أن عقار "تاميفلو" أنقذ أرواح الكثيرين أثناء تفشي المرض الذي عرف باسم "إنفلونزا الخنازير" عام 2009، وقالت الدراسة التي مولتها شركة "روش" نفسها، والتي شملت أكثر من 29 ألف مريض من 38 دولة - إن "العقار قلل من خطر الوفاة أثناء تفشي المرض بنسبة 19% مقارنة بمن لم يتلقوا أي علاج".

 

دلالات
المساهمون