باتت العديد من المؤتمرات التي تُعنى بالتاريخ في بلدان عربية عديدة، تلتفت مؤخراً إلى توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والعمرانية في حقب مختلفة، من خلال العودة إلى الأرشيفات العربية والغربية أو بتسجيل الشهادات الحية، أو بدراسة المخطوطات والتعبيرات الثقافية عبر العصور.
في هذا السياق، تنطلق أعمال الدورة الثانية من "الملتقى الوطني حول تاريخ مستغانم" عند التاسعة من صباح السبت المقبل وتواصل ليومين في "دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي" بمدينة مستغانم غربَي الجزائر، بتنظيم من "جمعية معركة مزغران للتراث الثقافي والتاريخي" ووزارة الثقافة و"مختبرات الدراسات المغاربية والنخب وبناء الدولة الحديثة".
يناقش المشاركون سبعة محاور هي: مستغانم وأحوازها ما قبل التاريخ، وتاريخ المنطقة خلال العصر القديم، والفتح الإسلامي للمنطقة وتطورها السياسي والحضاري خلال عهد الإمارات الإسلامية في بلدان المغرب، والتحرشات الغسبانية والاوروبية لسواحل المنطقة، والإنجازات الحضارية (العلمية والعمراني) لستغانم وأحوازها خلال الفترة العثمانية، والاحتلال الفرنسي والمقاومة الشعبية والسياسية والثوربة وأحوازها (1830 – 1962)، والتراث المادي (العمران) واللامادي (الفن بمختلف طبوعه؛ المسرح والكتاب وغيرهما) خلال فترة الاستقلال.
يهدف الملتقى إلى "التعريف بتاريخ مستغانم عبر العصور، وإبراز معالمها الحضارية والثقافية والفنية، والتعريف بالفاعلين وصناع الأحداث في هذه المنطقة التاريخية، وتتبع الحركة العلمية لعلماء المنطقة خلال العصرين الحديث المعاصر"، بحسب بيان المنظّمين.
من الأوراق المشاركة: "مستغانم من خلال شعرائها قديماً" لـ خالد ياسين شهلال، و"التاريخ الثقافي لمستغانم من خلال الكتابات التاريخية: الحفناوي وسعد الله نموذجاً" لـ تاج محمد، و"الاستيطان الحضري والريفي في منطقة مستغانم 1445 – 1621: خروبة والظهرة نموذجاً" لـ محمد بليل، و"سيدي معزوز البحري المستغانمي وكتابه شرح السلم المرونق في علم المنطق" لـ حبيب بوزوادة، و"أساقفة مدينة كويزا خلال القرن الخامس الميلادي (تاريخهم وآثارهم)" لـ وابل محمد، و"الطرق الصوفية والزوايا في منطقة مستغانم: التواجد والأدوار" لـ بونقاب مختار، و"الإنجازات الحضارية العلمية والعمرانية خلال الفترة العثمانية" لـ الحاج صادوق، و"التطور العلماني لمستغانم" لـ حياة مكي.
إلى جانب ورقة بعنوان "أعلام مستغانم: القاضي عبد الله حشلاف نموذجاً" لـ حسني بليل، و"مستغانم" في عبون الرحالة العرب" لـ معمر شعشوع، و"النادي الأدبي ودوره في الحركة الوطنية" لـ حورية الجيلالي، و"نزول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية" في مستغانم وردود فعل السكان" لـ حليمة مولاي، و"خزانات المساجد الكبرى في القطاع الوهراني أثناء الاحتلال الفرنسي: خزانة المسجد الكبير في مزغران أنموذجاً" لـ بشير بلمهدي، و"سياسة الإبادة الجماعية ضد المقاومة الوطنية: مذبحة قبيلة أولاد رياح أنموذجاً" لـ فاطمة حبّاش.