"بيكاسو وجياكوميتي": عودة الفن إلى الواقع

03 ديسمبر 2016
(بيكاسو في مرسمه)
+ الخط -
بقيت الحوارات العديدة والمشتعّبة بين رمزين من رموز الحداثة في التشكيل بعيدة عن الأعين رغم مرور عقود على رحيلهما، حتى أُخرجت من أرشيف الفنانين بعد بحث طوبل استمرّ عامين قام به "متحف بيكاسو الوطني" في فرنسا و"مؤسسة جياكوميتي".

في كانون الأول/ ديسمبر عام 1931، كان اللقاء الأول بين بابلو بيكاسو (1881-1973) وألبرتو جياكوميتي (1901-1966) في مرسم الأول في باريس، بترتيب من صديقهما المشترك الفنان الإسباني خوان ميرو.

اجتمع الفنانان حينها على ضرورة العودة إلى الواقع، واستمرت حوارهما حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، لم يتوقّفا عبرها عن نقاش تجربتيهما الإبداعية وحديث دائم عن علاقة الفن بالواقع.

خلص القائمون على مراجعة هذه العلاقة التي جمعت بيكاسو وجياكومتي إلى تقديم سينوغرافيا بصرية مدروسة تضمّ جانباً من أعمالهما في الرسم والنحت إضافة إلى وثائق تسجّل مقابلاتهما، في معرض اُفتتح في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ويتواصل حتى الخامس من شباط/ فبراير المقبل في فندق "ساليه" في باريس.

وسيتمّ نقل المعرض إلى "مطافئ.. مقرّ الفنانين" في الدوحة، ليُفتتح في الثالث والعشرين من شباط/ فبراير المقبل ويستمر حتى الحادي والعشرين من أيار/ مايو 2017، لتكون المرّة الأولى التي تشهد فيها المنطقة العربية معرضاً مخصّصاً لإثنين من أبرز فناني القرن العشرين.جياكوميتي في مرسمه

خضعت هذه اللقاءات إلى دراسة مستفيضة من متخصّصين ونقّاد في التشكيل، وصولاً إلى استئناف حوارهما الذي سيسلّط الضوء على قوة طروحاتهما الفنية والفكرية وحدّتها، رغم تفرّد خصوصية كلّ منهما، ويفتح النقاش حولها اليوم.

يكشف المعرض الذي يتألّف من ستة أقسام زوايا مختلفة لإبداع بيكاسو وجياكومتي، حيث يتّتبع مسار تطوير أعمالهما الفنية منذ مرحلة الشباب وصولاً إلى إبداعاتهم الحداثية، موضحاً التوافق بين أعمالهما ومدى تأثرها بالحركة السوريالية وعودة الواقعية في فترة ما بعد الحرب.

يضم المعرض الذي تُنظّمه "متاحف قطر" أعمالًا بارزة لكل فنان؛ من بينها:: "البورتريه الذاتي" (1901)، و"امرأة تلقي حجراً" (1931)، و"العنزة" (1950) لـ بيكاسو، إضافة إلى "زهرة في خطر" (1932)، و"امرأة طويلة القامة" (1960)، و"الرجل الذي يمشي" (1960) لـ جياكوميتي.

كما تُنظّم ضمن فعاليات المعرض ندوات حول الوثائق التي اكتشفت مؤخراً، ومنها رسومات وأرشيف للصور، ونسخ طبق الأصل من أعمال الفنانيْن مخصّصة لضعاف البصر، ويُعقد كذلك على الهامش سلسلة من المحاضرات والبرامج التثقيفية المكثّفة حول الفنانين اللذين جمعتهما العديد من المواقف الشخصية والمهنية رغم فجوة عمرية كبيرة بينهما تصل إلى عشرين عاماً.

المساهمون