"بي.بي" تتجه لطاقة الرياح في ظل متاعب النفط

10 سبتمبر 2020
مخزون النفط يعود للارتفاع (Getty)
+ الخط -

دخلت شركة "بي.بي" البريطانية سوق طاقة الرياح البحرية بإبرام اتفاق قيمته 1.1 مليار دولار لشراء 50% في مشروعين أميركيين تابعين لشركة "إكوينور" النرويجية، في خطوة مهمة لشركة النفط والغاز العملاقة نحو تحويل أهدافها في قطاع الطاقة.

وحددت الشركة لنفسها هدفاً بزيادة طاقة توليد الكهرباء من مصادر متجددة 20 ضعفاً خلال العقد المقبل لتصل إلى 50 جيغاوات.

وقال ديف سانيال، رئيس الغاز والطاقة منخفضة الكربون لدي "بي.بي"، لوكالة "رويترز"، اليوم الخميس، إنه في إطار الصفقة، اتفقت "بي.بي" و"إكوينور" على تأسيس شراكة لتطوير مشاريع رياح بحرية أخرى في الولايات المتحدة.

وتواجه شركات النفط الأوروبية ضغوطاً من ناشطين وبنوك ومستثمرين وبعض الحكومات للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري. ويقول محللون إن مزارع الرياح البحرية هي على الأرجح أسرع سبيل للتوسع.

ويشمل الاتفاق مشروع "إمباير ويند" قبالة سواحل نيويورك، ومشروع "بيكون ويند" قبالة ساحل ماساتشوستس، وقد تصل طاقة إنتاج المشروعين معاً إلى 4.4 جيغاوات، أي ما يكفي لمد ما يربو على مليوني منزل بالكهرباء.

وقال مسؤول تنفيذي في "إكوينور"، التي تسيطر عليها الحكومة النرويجية، إن الشركة تتوقع جني مكاسب رأسمال تبلغ نحو مليار دولار من الصفقة.

وتتعرض أسواق النفط لضغوط إضافية بفعل التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا التي تجتاح العالم منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وما زالت آفاق الطلب تغلفها الضبابية، بفعل ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في العديد من الدول، بالتزامن مع بيانات أميركية كشفت عن ارتفاع مخزونات الخام على غير المتوقع في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي.

وقال بنك "إيه.إن.زد" الأسترالي، في مذكرة، إن سوق النفط تتعرض لضغوط بفعل آفاق الطلب الضعيف وارتفاع الإمدادات.

وقال البنك، في إشارة إلى عمليات التوقف المنتظمة المقررة في مجمعات تكرير النفط: "موسم صيانة (المصافي) والنهج الحذر من شركات التكرير يجب أن يبقيا الطلب على النفط الخام ضعيفاً".

وأضاف أنّ واردات الصين ستستقر على الأرجح، إذ تبلغ شركات التكرير المستقلة الحد الأقصى لحصصها من واردات النفط الخام.

وبينما ترتفع حالات الإصابة بفيروس كورونا في عدة ولايات أميركية، أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي، أمس الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في البلاد ارتفعت ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من سبتمبر/ أيلول وذلك مقارنة مع توقعات محللين بانخفاض 1.4 مليون برميل.

ويقود تعثر التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كورونا إلى تنامي مخزونات النفط من جديد، وهو ما يدفع تجار السلع الأولية، مثل شركة "ترافيجورا"، لحجز ناقلات من أجل تخزين الملايين من براميل النفط الخام والوقود المكرر في البحر مجدداً.

يتزامن استخدام ما يعرف بالتخزين العائم على متن الناقلات، مع اقتراب مواقع التخزين التقليدية على البر من سعتها القصوى بسبب إمدادات تفوق الطلب.

وأفادت مصادر في قطاع التجارة وبيانات شحن بأن شركة "ترافيجورا" استأجرت خمساً على الأقل من أكبر الناقلات، والتي تستطيع كل منها تخزين مليوني برميل من النفط.

وصُنع عدد من هذه الناقلات حديثاً، ومن المقرر أن تخزن زيت الغاز والديزل، اللذين تعد الكميات غير المبيعة منهما كبيرة جدا بعد تعاف متواضع فحسب في منتصف الصيف.

وحجز تجار كبار آخرون، من بينهم "فيتول" و"ليتاسكو" و"جلينكور"، في الأيام القليلة الماضية، ناقلات ضخمة لتخزين الديزل لمدد تصل إلى 90 يوماً، حسب ما أفاد به متعاملون وبيانات شحن.

وساعدت تخفيضات قياسية للإمدادات تقوم بها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء لها في ما يعرف باسم مجموعة "أوبك+"، في دعم الأسعار لتحوم حالياً حول 40 دولاراً للبرميل، بعدما اقتربت من 20 دولاراً للبرميل في نهاية مارس/آذار الماضي، لكن في ظل أرقام اقتصادية قاتمة تُعلن بشكل شبه يومي، فإن توقعات الطلب على النفط تظل سلبية.

المساهمون