"بوب أب": مساحة لأربعة أبحاث بصرية

30 اغسطس 2020
(عبد الرحمن حمدان، من المعرض)
+ الخط -

خلال العقد الأخير، شهدت قاعات عرض الفنون في عمّان تراجعاً ملحوظاً مع انخفاض أعداد المعارض المقامة التي كانت تصل نحو عشرين معرضاً شهرياً، ولم تعد تستضيف فنانين عرب وأجانب كما كان عليه الحال سابقاً، مع انكماش واضح في سوق الفن.

بحلول فيروس كورونا المستجدّ، أغلقت المؤسسات الفنية أبوابها خلال فترة الحجر الصحي ولم تنظّم سوى القّلة منها معارض افتراضية، لتعود مؤخراً لاستقبال زوّارها مع انطلاق عدد من المعارض التي حاول بعضها توثيق الجائحة والتفكير في المستقبل، بينما ضمّت معارض أخرى مجموعات المنظّمين الدائمة.

الصورة
(شيرين قطينة، من المعرض)
(شيرين قطينة، من المعرض)

"بوب أب" عنوان المعرض الذي افتتح عند الثانية من بعد ظهر أمس السبت في "غاليري جودار" بالعاصمة الأردنية، ويتواصل حتى الحادي والعشرين من الشهر المقبل بمشاركة أربعة فنانين هم: شيرين قطينة، وياسمين دسوقي، ونور طاهر، وعبد الرحمن حمدان.

تواصل قطينة أعمال النسيج التي تقدّمها خلال السنوات الأخيرة وتبحث في العديد منها عن رموز ميثولوجية وأسطورية مثل العين وشجرة الحياة أو السحلية التي تجلب الحظ أو تبعد الشر بحسب معتقدات لا تزال حاضرة في حياة الناس، وراسخة في لا وعيهم.

الصورة
(نور طاهر، من المعرض)
(نور طاهر، من المعرض)

وتستمد المشاهد التي تطرزها من الطبيعة والأنماط والرموز الثقافية والحرف اليدوية، وتبتكر تركيبات تأخذ طبقات من الأبعاد المضافة باستخدام الأقمشة المستصلحة ومواد أخرى حيث تدمج تقنيات الطباعة والكولاج والرسم والتطريز كجزء من ممارسة تأملية تتناول حالة القلق والسلام التي تصيب الفنان خلال العملية الإبداعية.

دسوقي تستخدم أيضاً وسائط مختلطة تجمع بين الكولاج وأشكال أخرى مثل المطبوعات والرسم والورق والنسيج وغيرها من المواد، في سرد بصري يركّز على العلاقة بين هذه المواد المختلفة وتجانسها داخل العمل الفني، وتعكس بالضرورة ترابطاً مع الواقع الذي يعيشه الناس.

الصورة
(ياسمين دسوقي، من المعرض)
(ياسمين دسوقي، من المعرض)

من جهتها، تركّز طاهر على الحالات الشعورية لدى الفرد وانفعالاته التي تبرزها العين بشكل خاص، وهي تتناولها بضربات فرشاة جريئة على أرواق ذهبية، كما تقوم بإنشاء أنماط باستخدام الخطوط والأشكال الهندسية في محاولة لتصوير كلّ حالة.

يهتمّ حمدان أيضاً بالأشكال الهندسية في سياق تناوله التفاعلات والتعبيرات البشرية، وسعيه إلى بناء أشكال جامدة وديناميكية وربطها معاً، وتشكيل طريقة جديدة في تصوّر المشاعر ومحاكاتها.

المساهمون