"بلاش بربره" تفتح النار على وزير النقل السعودي

18 سبتمبر 2016
مطالبات بإقالة الوزير (تويتر)
+ الخط -
انتقلت أزمة خلاف بين وزير النقل السعودي سليمان الحمدان والرئيس التنفيذي لشركة خدمات الملاحة الجوية السعودية حازم أبو داوود، إلى موقع "تويتر" وأعمدة كتاب الرأي في الصحف. فأصبحت جملة "بلاش بربره" التي ختم بها الوزير رسالته لأبو داوود، أكثر عبارة وردت في تويتر خلال الـ48 ساعة الماضية.

ونشب الخلاف بين الحمدان وأبو داوود بعد أن رفض الأخير صرف مبالغ مالية تصل إلى 120 ألف دولار اعتبرها "غير نظامية"، على الرغم من أمر الوزير بذلك لكي تتحمل إدارة خدمات الملاحة الجوية تكاليف سفر وفد السعودية لحضور أعمال الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولية "الإيكاو".

ورفض الرئيس التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية تنفيذ التكليف، مشدداً على أن الصرف مخالف للإجراءات النظامية، بيد أن الوزير أصر على تنفيذ تعليماته وبعث ببريد إلكتروني، قال فيه: "أخ حازم، أنا لن أقبل منك أنت أن تقرر غير ما أوجه به أنا، كافة تكاليف ومصاريف رحلة مونتريال ستتحملها الملاحة الجوية وبالكامل (وبلاش بربره)".


إثر ذلك، تقدم حازم أبو داوود، الرئيس التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية، باستقالته عبر رسالة قال فيها: "اسمح لي أن أقدم لكم استقالتي من شركة الملاحة اعتباراً من تاريخ هذا الإيميل"، ولم يحتج الوزير لأكثر من دقيقتين لقبول الاستقالة، بعد أن رد قائلاً: "استقالتكم مقبولة من تاريخه".

اشتعلت الأمور بعد أن قرر أبو داوود نشر مراسلاته مع الوزير لمرؤوسيه. وعلى أثر ذلك كتب هاني الظاهري مقالاً لاذعاً في صحيفة عكاظ التي تصدر من جدة، انتقد فيها أبو داوود على استقالته العلنية، وكتب: "المراسلات التي تم تسريبها أخيراً عبر شبكات التواصل الاجتماعي متضمنة بعض الشد والجذب بين مسؤول ورئيسه ومنتهية بإعلان ذلك المسؤول استقالته ومن ثم تعميم الرسائل على موظفي القطاع كاملاً بشكل يمكن وصفه بـ"نظام شوفوني وأنا أستقيل"، ليست برأيي سوى محاولة ساذجة لتسجيل بطولة وهمية قبل الهرب من المسؤولية كنتيجة حتمية للفشل الذريع في مواجهة التحديات الوظيفية التي يفرضها المنصب".

وأضاف: "من المعيب أن يلجأ مسؤول أياً كان منصبه للشارع مسرباً بشكل مباشر أو غير مباشر مكاتبات رسمية لاستجداء تعاطف السذج وتحريض الرأي العام على مرجعه، سواء كان على حق أو باطل، فهناك قنوات نظامية لأي شكوى أو مظلمة وليس الأمر فوضى".


أما على الفضاء السايبري، فكان المغردون أكثر قسوة على الوزير. كما ظهر وسم "#بلاش ـ بربرة" الذي دشنه ناشطون على الموقع الأكثر شهرة في السعودية في أكثر من 139 ألف تغريدة، حملت نقداً لاذعاً للوزير ومطالبات بمحاسبته على تجاوزه.

وكتب الخبير الاقتصادي عسكر الميموني ساخرًا من الوزير: "بلاش بربرة، رؤية تساهم في تنمية الوطن". وقال حسين شبكشي: "جامعة هارفارد، كلية إدارة الأعمال قد تبحث جديا إضافة بلاش بربرة لقاموس مصطلحات إدارة الأعمال". أما الناشطة الحقوقية رغد العبدالعزيز، فكتبت: "وزراؤنا بشكل عام يعتبرون منصب الوزارة تشريفا لا تكليفا، لذا نسمع منهم لغة الفوقية والغطرسة مع موظفيهم قبل المواطنين". فيما اعتبر القانوني علي آل حطاب، ما قام به الوزير استهتاراً وتعالياً، وكتب: "مفردات الوزير توضح جنون العظمة الذي يعيشه، وقبوله للاستقالة بكل استهتار تضخيم الأنا في ردوده".



بعض المغردين كان لهم موقف مختلف، فاعتبر المحلل السياسي عبدالله ناصر العتيبي، أن "انجرار شارع تويتر برموزه وعوامه خلف هاشتاغ بلاش بربرة قبل تبيّن الأمر يدل على أننا نقص ونلزق، ونركب موجة الشعوبية، ونزايد على النزاهة". فيما اعتبر القانوني عبدالرحمن اللاحم أن العبارة المتسربة للوزير لا تليق، و"نشر الوثائق والمراسلات الرسمية بهذا الشكل يعد تشهيراً يعاقب عليه النظام". 

المساهمون