"بذور الفكر" لـ فرح خليل.. تجهيزات وتسويات وجودية

20 سبتمبر 2018
(جانب تجهيز من "عزلة مأهولة")
+ الخط -

يفتتح معرض الفنانة التونسية فرح خليل في غاليري "سلمى فرياني" في تونس صباح الأحد المقبل، 23 من الشهر الجاري ويتواصل حتى 18 من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل تحت عنوان "بذور الفكر".

المعرض هو مجموعة من التجهيزات المكونة من كولاج يجمع الوثائق والنفايات ومخلفات من النباتات وبعض الأشياء، وهو مستلهم من كتب قرأته الفنانة يحمل عنوان "بذور" للكاتب التونسي البشير المجدوب نشر عام 1968.

دوّن المجدوب في الكتاب تأملاته عن الفن والفكر بعد تأثره برؤية منحوتة "المفكر" للنحات الفرنسي أوغست رودان التي رأها لدى زيارته باريس وهي عمل من البرونز والرخام يجسد إنساناً يبدو كما لو كان يصارع أفكاراً عميقة مع نفسه.

في "بذور" يرى المجدوب أن فهم منحوتة رودان يتحقق من خلال إدراك أنه عمل عن العلاقة بالوجود من جهة وبالواقع من جهة، وهي تلك العلاقة التي لا بد أن تمرّ بشرط العزلة، وهذه هي العلاقة التي تشتغل عليها الفنانة في معظم أعمالها.

في تجهيز "عزلة مأهولة" نرى مجموعة من الصور الفوتوغرافية تشكل طبقات فوق بعضها، آخرها بطاقة بريدية عليها صورة لتمثال رودان، مع صورة كبيرة في الخلفية لأميرة تلعب لعبة الكرات الزجاجية، وأمام طبقات الصور هذه وضعت الفنانة بيانو وعليه لوح لعبة الكرات، وفي جانب آخر مجموعة من الكتب المعلّقة وصور وأشياء تبدو متساوية في الأهمية.

تبدو خليل كما لو أنها تتحقّق في هذا العمل بنفسها من مقولة الكاتب الفرنسي تريستان غارسيا "الأشياء موجودة بالتساوي وكلّ شيء منها منعزل بنفس المقدار على نحو ليس قائماً على القيمة ولا الهرمية" في حديثه عما يسمى بـ "التسوية الوجودية".

من التجهيزات التي يقدّمها الغاليري في المعرض الفردي الأول للفنانة "متحف الصمت"، و"خطوط"، و"تاريخ العوم"، و"تأثير السطح".

في كل أعمالها هذه تبدو خليل غواصة تستكشف التوتر بين السطح والعمق، بين البديهي والعقلاني، بين الشخصي والجماعي بين الطبيعي والثقافي والبنى الاجتماعية والسياسية.

المساهمون