"الوفاق" الليبية تنتقد "صمت" مجلس الأمن على جرائم حفتر

28 ديسمبر 2019
التنديد يتواصل بجرائم حفتر (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -


وجّه وزير الخارجية في حكومة "الوفاق" الليبية محمد سيالة، السبت، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قال فيها إنّ حكومته "لا تفهم العجز الواضح لمجلس الأمن الدولي أمام جرائم (خليفة) حفتر ضد المدنيين وتدميره المنشآت العامة في البلاد".

وأضاف سيالة في رسالته، بحسب ما أورد المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، أنّ قوات اللواء المتقاعد حفتر ارتكبت "جرائم ضد الإنسانية" بقصفها مدنيين في الزاوية (غرب) وتاجوراء (شرقي طرابلس) قبل يومين.

والثلاثاء، أعلنت قوات حكومة "الوفاق"، مقتل 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين، جراء استهداف طيران تابع لخليفة حفتر، مواقع مدنية بمنطقة تاجوراء.

وفي رسالة أخرى وجهها إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، قال سيالة، إنّ "قوات حفتر تقدم على تحد خطير جديد يضاف لجرائم الحرب السابقة، بقصفها معهد الهندسة التطبيقية قرب مصفاة الزاوية".

وطالب الوزير الليبي بـ"اتخاذ الإجراءات الضرورية للتحقيق في جرائم حفتر التي ترقى لجرائم ضد الإنسانية، ومعاقبة مرتكبيها، ومحاسبتهم أمام القضاء الدولي".


وفي وقت سابق، أعلنت قوات الحكومة الليبية، أنّ طيراناً حربياً تابعاً لمليشيات حفتر، شن ضربة جوية استهدفت معهد الهندسة التطبيقية بمدينة الزاوية.

كما أعلنت عن مقتل مدني وإصابة ستة آخرين، في قصف عشوائي شنته قوات حفتر على العاصمة طرابلس.

وقال المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، في بيان، إنّ "مليشيات حفتر قصفت الجمعة بشكل عشوائي مكثف الأحياء السكنية في منطقة مشروع الهضبة ببلدية أبو سليم في طرابلس".

وأضافت الحكومة أن القصف أدى إلى مقتل مدني ليبي وإصابة ستة آخرين، بينهم طفل حالته حرجة.

وشددت على أنّ هذا القصف يمثل استمراراً لـ"السجل الإجرامي لمسلحي حفتر في استهداف المدنيين"، بحسب البيان.


من جانب آخر، حذرت المؤسسة الوطنية للنفط، من أنها ربما تضطر لوقف جميع العمليات في ميناء الزاوية النفطي (غرب)، وإخلاء مصفاة الزاوية، في حال لم تتوقف اشتباكات تجددت قرب المنشآت التابعة لها.

وأعلنت قوات الحكومة الليبية أنّ طيران حربي تابع لحفتر، شن السبت، ضربة جوية استهدفت معهد الهندسة التطبيقية بمدينة الزاوية.

وأضافت المؤسسة، في بيان، أنها حذرت من إمكانية وقف العمليات في كل من ميناء الزاوية وإخلاء مصفاة الزاوية وضخ غاز خامل لإيجاد وسط يمنع الاشتعال، في حال امتداد العمليات العسكرية داخل حدود المصفاة، إثر تجدد الاشتباكات قربها.

كما أفادت بإمكانية وقف الإنتاج بحقل الشرارة (جنوب)، الذي يتم تصدير منتجاته من النفط الخام ومشتقاته من ميناء الزاوية.

وأوضحت أنّ المواقع المجاورة لمناطق تخزين النفط، التي تديرها مصفاة الزاوية، تعرضت لقصف جوي، السبت، وهي المرة الثالثة التي يتم فيها تنفيذ هجمات قرب هذه المنشآت خلال الـ 48 ساعة الماضية.

وأضافت المؤسسة الليبية أنها أجرت مباحثات طارئة لتقييم الأوضاع مع الشركات التابعة للمؤسسة، بما فيها شركة أكاكوس وشركة البريقة لتسويق النفط وشركة الزاوية لتكرير النفط، بجانب شركاء المؤسسة الدوليين.


وأوضح رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، أنّ وقف العمليات في ميناء الزاوية سيؤدي إلى خفض إنتاج النفط الليبي بما لا يقل عن 300 ألف برميل يوميا، وقد يتسبب بتوقف مصفاة الزاوية عن تكرير النفط.

وأضاف صنع الله، في البيان، أنّ "المؤسسة ستكون مضطرة إلى استيراد الكميات المنقوصة من الوقود؛ مما سيكلف الاقتصاد الليبي المتأزم خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات".

وشدد على أن المؤسسة ستبذل قصارى جهدها، رغم التحديات، للحفاظ على استمرار إنتاج النفط والغاز، قبل أن يستدرك بالقول "غير أنه لا يسعنا تشغيل المنشآت إذا كان هناك خطر على حياة فرق الإنتاج والسكان المحليين".

وختم بقوله: "سنضطر لوقف جميع العمليات وإعلان حالة القوة القاهرة على صادرات ميناء الزاوية، في حال عدم توقف الاشتباكات، حتى أننا قد نضطر لوقف العمليات بحقول النفط التي تضخ الخام إلى ميناء الزاوية، كحقل الشرارة النفطي". 


ومنذ 4 إبريل/ نيسان الماضي، تشهد طرابلس، مقر حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، ومحيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوماً للسيطرة عليها.

يأتي ذلك وسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
 

(الأناضول)