وكان المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أعلن مؤخراً تأجيل موعد مباحثات جنيف الخاصة بالأزمة السورية من 8 شباط/ فبراير، إلى الـ20 منه، وذلك بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تأجيل مباحثات جنيف، والذي لم تؤكده حينها الأمم المتحدة.
وبين القضماني أن "من المزمع خلال اجتماع الهيئة إضافة إلى تسمية الوفد، بحث دعوة شخصيات أو قوى للالتحاق بالهيئة، في حال وافقت على القبول بمحددات مؤتمر الرياض لقوى الثورة والمعارضة السورية"، موضحاً أنه "مضى على بدء اللجنة المختصة بوضع مشروع الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية نحو أسبوع، وأن هذا يأتي ضمن عمل الهيئة الهادف لاستكمال الرؤية السياسية واللائحة التنفيذية، التي أعلنتها الهيئة سابقاً، والذي يشمل وضع "عقد اجتماعي"، والنظام الداخلي للمرحلة الانتقالية، وأنه قد تم تشكيل لجان مختصة لها".
وأعرب القضماني عن اعتقاده بأن "الإعلان الدستوري سيكون منجزاً، إلى حين موعد اجتماع الهيئة، ولكن يحتاج إلى نقاشه في الهيئة، ثم عرضه على أكبر شريحة من المجتمع المدني والقوى السياسية والعسكرية لإبداء الرأي فيه وتعديله بتوافق الجميع قبل اعتماده".
يشار إلى أن روسيا وزعت على وفد المعارضة المسلحة في أستانة نسخاً من مشروع دستور أعدته لسورية الشهر الماضي، إلا أن وفد المعارضة رفض تسلمه، كما وزعته على شخصيات سورية منها معارضون ومحسوبون على المعارضة، في لقاء جمعهم مع لافروف يوم الجمعة الماضي، ويسعى الروس لتسويق ما يصفونه بـ"أفكار دستورية" معتبرين أن الدستور من أولويات مباحثات جنيف.
وحول تحديد موعد اجتماع الهيئة عقب نهاية المهلة التي وضعها دي ميستورا للمعارضة في الـ8 من الشهر الحالي، لتشكيل وفد موحد يشارك في جنيف، أو يقوم بتسمية الوفد بنفسه، قال القضماني "نحن حريصون على أن نبعث برسائل إيجابية، ولدينا الرغبة والقناعة في ذلك، ولكن في السياسة حين يحاول الآخر حذفك أو تهميشك فعليك الاستنكار بأدب وهدوء وواقعية، وقد يكون الموعد بالصدفة أحد هذه التعابير، ولن تتنازل الهيئة عن حقها بإدارة المفاوضات التي كلفت بها رسمياً من قبل المجتمع الدولي؛ وإذا قرر السيد دي ميستورا تعيين وفد بديل، فإنه يكون قد دخل في مهمة جديدة خارجة عن التفويض الذي أعطي له، ولكن علينا أن لا نستبق الأمور".
يشار إلى أن تصريحات دي ميستورا الخاصة بتسمية وفد موحد للمعارضة أثارت استياء الكثير من القوى والشخصيات المعارضة، معتبرين أنه تعدٍّ على حق السوريين، في وقت يتهم معارضون روسيا بسعيها إلى تشكيل "وفد معارض" يتبنى رؤيتها للحل، بعيداً عن الهيئة العليا للمفاوضات، كما تحاول روسيا شق فصائل المعارضة، عبر تأطيرهم بما سمي "مؤتمر أستانة"، وتعهدها لهم بضمان مشاركتهم في مباحثات جنيف، الأمر الذي لم ينجح إلى الآن.