"الهندسة في الفنون البصرية".. البنية التحتية للّوحة

08 فبراير 2019
سلوى روضة شقير/ لبنان
+ الخط -
يمكن القول إن الهندسة هي الخصائص والعلاقات بين النقاط والخطوط والزوايا والأسطح والمواد الصلبة. بهذا المعنى، فهي موجودة في الفنون البصرية المختلفة؛ سواء كان وجودها مرئياً أو غير مرئي.

في الحالة الأولى يتبنّى الفنّان الهندسة بوضوح ويقدّمها كفن. نرى ذلك في أعمال الفنان الروسي كازيمير ماليفيتش (1879 - 1935)، والتشكيلية اللبنانية الرائدة سلوى روضة شقير (1916 - 2017) على سبيل المثال. 

أما في الحالة الثانية، حيث الهندسة ليست الموضوع، فإنها تكون قاعدة العمل التي تقوم عليها مختلف العناصر دون أن يلحظ المتلقّي وجودها، فالهندسة هنا أشبه بدعائم المبنى تقوم عليها اللوحة بينما هي خفية تحت السطح كأنها بنية تحتية لها.كازيمير مالفيتش

حول هذه العلاقة بين العلم والفن، يقيم "نادي الحوار" في "المتحف الوطني الأردني" بعمّان ثلاث محاضرات تناقش "علم الهندسة في الفنون البصرية" تنطلق أولاها عند السادسة من مساء غدٍ، وتتواصل كل سبت حتى نهاية الشهر الجاري.

تشمل المحاضرات، التي يلقيها الفنّان والمصمّم الأردني محمد موسى، عروضاً نظرية وعملية، يتناول خلالها وجود الهياكل الهندسية في العالم الطبيعي وتطبيقاتها الكلاسيكية والمعاصرة في الفنون البصرية والعمارة والتصميم والتصوير الفوتوغرافي.

موسى هو فنان ومصمّم درس الوسائط الفنية في "جامعة كوفنتري" البريطانية، وهو الآن يعد أطروحة في الميتاميديا والتصميم في "جامعة إيفورا" بالبرتغال، وتتعدّد ممارسته البصرية بين التصميم والرسم والتصوير الفوتوغرافي.

تأتي مبادرة "نادي الحوار" ضمن سعي "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة"، إلى تنظيم نقاشات جماعية حول مواضيع متنوّعة في الجوانب النقدية والجمالية والوظيفية في الفن، وتتوجه إلى الجمهور العادي وليس المتخصص، بهدف الوصول إلى شريحة أكبر من المجتمع.

يشار إلى أن الجلسات تقام بالتزامن مع معرض الفنانة الفوتوغرافية هديل الرمحي تحت عنوان "وهم مفرط: روح وملح" والذي ينطلق عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل ويتواصل حتى الخامس من آذار/ مارس المقبل.

المساهمون