ألقى فيروس كورونا الجديد بظلاله على كرة القدم بشكل كبير، بعد أن سبّب إيقاف الحياة الرياضية في معظم الدوريات العالمية منذ شهر مارس/ آذار الماضي، وشكل أزمة اقتصادية كبيرة لعدد من إدارات الأندية، التي كانت ترغب في دخول سوق الانتقالات الصيفية بقوة.
وذلك من أجل دعم صفوفها حتى تستعد للموسم المقبل، لكن الأخبار القادمة من محيط فرق دوري نجوم قطر، تؤكد رغبتها في إشعال "الميركاتو" القادم بأسماء ترغب الجماهير في رؤيتها بالملاعب المحلية، وتُمثلها بالمسابقات القارية.
وتختلف القدرات المالية لدى الأندية القطرية، لكن كبرى الفرق في دوري نجوم قطر ترغب في تعزيز صفوفها في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، بسبب قرب انتهاء عقود بعض اللاعبين أو تقدم الآخرين بأعمارهم، لذلك فإنها تبحث عن بدائل لهم في "الميركاتو" القادم.
ولعلّ أبرز الأسماء التي تحدثت وسائل الإعلام القطرية والعربية والعالمية عنها، هو النجم المغربي نور الدين أمرابط الموجود حالياً في هولندا، بسبب الحجر الصحي المفروض على جميع اللاعبين، نتيجة فيروس كورونا الجديد.
ويرتبط النجم المغربي بعقد مع نادي النصر السعودي، لكن نور الدين أمرابط كشف في حديثه على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، في أثناء تواصله مع متابعيه، أن المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني لنادي السد القطري تواصل معه.
وقال صاحب الـ33 عاماً: "لقد فاوضني المدرب تشافي هيرنانديز من أجل الانضمام إلى نادي السد القطري، لكنني لا أعلم الآن أي شيء عن هذا الأمر"، ما يجعل نور الدين قريباً من "الزعيم" كثيراً في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، وبخاصة أنه رفض تخفيض راتبه من قبل إدارة النصر السعودي، ولمّح إلى أنه سيرحل في حال تنفيذهم خططهم.
ويأتي اهتمام نادي السد بخدمات نور الدين أمرابط بسبب دعم خطه الهجومي في الموسم المقبل، بسبب امتلاكه القدرات الفنية الكبيرة، وقام بإظهارها في بطولة دوري أبطال آسيا مع النصر أو في الدوري المحلي أو ما يفعله مع منتخب "أسود الأطلس".
ومن نجوم المغرب الذين يواصلون خطف أنظار الأندية القطرية إليهم، يونس بلهندة، قائد خط وسط غلطة سراي التركي، الذي يعاني كثيراً في الموسم الحالي مع المدرب المخضرم فاتح تريم، ما يجعله أقرب إلى الرحيل في "الميركاتو" المقبل، بحسب موقع "نيت هابر" التركي.
ومن بلهندة إلى مواطنه العربي الناجي، نجم نادي نهضة بركان المغربي، الذي تتحدث وسائل الإعلام المحلية في بلاده عن رغبة أحد الأندية القطرية في الحصول على خدماته في "الميركاتو" المقبل، وبخاصة أن فريق الخور حاول التعاقد معه في سوق الانتقالات الشتوية، لكنه طالب بالبقاء مع فريقه بسبب مشاركته في بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية.
وبعد عرض الخور في سوق الانتقالات الشتوية الماضية، جددت إدارة نهضة بركان عقد النجم العربي الناجي إلى عام 2022، بسبب المستويات الكبيرة التي قدمها في البطولات المحلية والقارية، قبل توقف منافساتها بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، لكن رغبة الأندية القطرية عادت من جديد لكسب ود الموهبة الكبيرة.
ومن نجوم المغرب إلى نظرائهم في الجزائر، التي بات لاعبوها يقدمون أفضل ما لديهم في جميع الدوريات العالمية، ما جعلهم يلفتون أنظار إدارات الأندية والجماهير، التي باتت تطالب بالتعاقد معهم، وخاصة أنهم جزء من منتخب "محاربي الصحراء"، الذين حققوا لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في مصر 2019.
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الجزائرية، فإن النجم يوسف بلايلي مطلوب لناديين في قطر، هما السد والدحيل، بالإضافة إلى عرض فرنسي، بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود مشاكل بين المهاجم وإدارة الأهلي السعودي، نتيجة عدم تلقيه مستحقاته المالية.
وعلى الرغم من كثرة العروض للنجم الجزائري، لكن يوسف بلايلي يفضل الانضمام إلى أحد الأندية القطرية، وخاصة أن زميله ومواطنه في منتخب "محاربي الصحراء" بغداد بونجاح، موجود في السد القطري، ومن الممكن أن يؤدي دوراً حاسماً في الصفقة المقترحة.
أما النجم الجزائري الآخر سفيان فيغولي، فيبدو أنه في طريقه إلى أحد الأندية القطرية، بعدما نشر قبل عدة أيام على حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي في "تويتر" رسالة وداع وشكر لمحبي غلطة سراي التركي ومتابعيه.
وكتب فيغولي في التغريدة رسالة بخمس لغات، هي: العربية، والتركية، والفرنسية، والإنكليزية والإسبانية، قال فيها: "شكراً لكم جميعاً على رسائلكم"، رداً على التضامن والدعم اللذين لقيهما اللاعب من طرف الجماهير الجزائرية والتركية، فضلاً عن متابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة واضحة إلى صحة التقارير الصحافية التركية، التي تحدثت عن أن صاحب الثلاثين عاماً يدرس العروض المقدمة له من قبل الأندية القطرية.
وشرع سفيان فيغولي ووكيل أعماله بالتفاوض مع بعض الأندية المهتمة بخدماته في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، لكن وسائل الإعلام التركية أشارت إلى أنه يفضل الرحيل إلى دوري نجوم قطر، بعد أن وجد نفسه خارج حسابات المدرب المخضرم فاتح تريم في الموسم الحالي، الذي لم يُشركه في عدد من المواجهات المهمة في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وينتهي عقد فيغولي مع نادي غلطة سراي في عام 2022، ما جعله يفكر في قرار الرحيل، بعد خفض إدارة غلطة سراي راتبه بسبب فيروس كورونا، ورغبته في اللعب في المواجهات، كي يبقى أحد خيارات المدرب جمال بلماضي، المدير الفني لمنتخب الجزائر، الذي يعمل على الوصول إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، والحفاظ على لقب كأس الأمم الأفريقية، الذي حققه في مصر 2019.