"الميدان الفنزويلي" يعجز عن منافسة أوكرانيا في الإعلام الروسي

30 يناير 2019
(يوتيوب)
+ الخط -
على مدى الأيام الماضية، تصدّرت الأحداث في فنزويلا عناوين الصحافة الروسية وحلقات البرامج الإخبارية والنقاشية في التلفزيون الروسي التي تركزت على تأكيد شرعية حليف موسكو، نيكولاس مادورو، وكيفية دعمه من دون التورط في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في منطقة الكاريبي.
وخصص أحد الإعلاميين الموالين للكرملين، على سبيل المثال، حيزاً مهماً من الحلقة الأخيرة لبرنامجه الأسبوعي لأحداث "الميدان الفنزويلي" التي وصفها بأنها "محاولة انقلاب"، في إشارة إلى إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي المدعوم من واشنطن، خوان غوايدو، نفسه رئيساً للبلاد.


وفي هذا السياق، تُشير رئيسة شركة "سمي مونيتور" المتخصصة في رصد وسائل الإعلام، أولغا فيليبينكو، إلى أن أحداث السياسة الخارجية لا تزال تتصدّر اهتمامات الأجندة الإعلامية الروسية، في ظلّ تزامن بضعة أحداث كبرى، بما فيها الأحداث في فنزويلا والمحادثات الروسية اليابانية بشأن جزر الكوريل المتنازع عليها، والاحتجاجات واسعة النطاق في فرنسا.

وتقول فيليبينكو في حديث لـ"العربي الجديد": "يتضح ذلك بجلاء في أثير القنوات التلفزيونية التي تحتاج إلى تغطية متسارعة للأحداث ومداخلات على الهواء مباشرة ولقطات معبرة. لذلك، رصدنا 731 ذِكراً للأحداث في فنزويلا بالقنوات الفدرالية، وهو رقم عالٍ. للمقارنة حظيت المحادثات مع اليابان بـ461 ذِكرًا، إلا أنه سبق تناول هذه القضية على نطاق واسع في وسائل الإعلام في الخريف الماضي، فلم تعد الأكثر أهمية".

وحول الاختلاف بين أولويات القنوات التلفزيونية والصحافة المقروءة، تضيف: "على عكس التلفزيون، تبدي الصحف المطبوعة والإلكترونية اهتمامًا أكبر بالقضايا طويلة الأجل، بما فيها السياسة الداخلية، وفي مقدمتها إصلاح رفع سن التقاعد الذي يزيد عدد حالات ذكره بنسبة 50 في المائة مقارنة بالمفاوضات مع اليابان".

ومع ذلك، توضح فيليبينكو أن تغطية إصلاح منظومة التقاعد وجميع الأحداث الدولية تقل كثيراً عن اهتمام الإعلام الروسي بتطورات الوضع في أوكرانيا التي ستشهد انتخابات رئاسية في نهاية مارس/ آذار المقبل، وقد دخلت بالفعل مرحلة إعلان المرشحين عن خوضهم سباق الرئاسة.

وتتابع في ذات السياق: "ورد ذكر اسم الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، أكثر من ألفي مرة خلال أشهر الشتاء بالنشرات الإخبارية والبرامج السياسية في القنوات المركزية".
ومنذ عام 2014، تصدّرت الأحداث في منطقة دونباس شرق أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم أجندة وسائل الإعلام الروسية، مع تراجع مكانتها بين الحين والآخر، على خلفية أحداث مهمة أخرى، مثل التدخل العسكري الروسي في سورية وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها روسيا في الصيف الماضي.

لكن بعد مرور خمس سنوات، لا يزال الملف الأوكراني يتصدّر أجندة الإعلام الروسي، وسط إطالة أمد الأزمة من دون تطبيع العلاقات بين موسكو وكييف، وتحوّل الحرب شرق أوكرانيا إلى نزاع متجمّد بلا تسوية نهائية في الأفق.