"الملكي" واللقب الـ34: عوامل مؤثرة حاسمة

12 يوليو 2020
ريال مدريد يحتاج لفوزين لكي يُتوج بطلاًُ (ديفيد بوستامينتي/Getty)
+ الخط -

يعيش فريق ريال مدريد فترة ذهبية في "الليغا"، بعد أن اقترب أكثر من التتويج باللقب للمرة الـ34 في تاريخه، خصوصاً بعد أن أمسى فارق النقاط مع برشلونة 4 نقاط قبل 3 جولات من الختام. ويحتاج النادي "الملكي" إلى فوزين فقط لضمان حصد اللقب رسمياً بعيداً عن نتائج النادي "الكتالوني".

ورغم أن فريق المدرب زيدان كان وصيفاً قبل فترة التوقف بخسارته أمام ريال بيتيس، إلا أنه استعاد الصدارة، مستفيداً من تعثّر برشلونة في 3 مباريات أمام كل من أشبيلية وسيلتا فيغو وأتلتيكو مدريد، كما ظهر بشخصية مختلفة بعد الاستئناف، وساهمت بعض العوامل في احتلال الصدارة والابتعاد بفارق مريح عن المنافس المباشر برشلونة.

حسم بنزيمة وراموس

لعب كل من المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة والمدافع الإسباني سيرجيو راموس دوراً كبيراً في وصول ريال مدريد إلى القمة واقترابه من تحقيق لقب الدوري الإسباني، خصوصاً بعد فترة التوقف. فراموس مثلاً سجل 5 أهداف في المباريات الثماني الأخيرة وكان أحد أبرز الأسباب في تحقيق "الملكي" انتصارات متتالية.

ولعب راموس دور المُنقذ في أكثر من مباراة بسبب تنفيذه ركلات الجزاء التي حصل عليها الفريق بنجاح، وكانت ركلات الجزاء هذه السبب الرئيسي في تحقيق الانتصار في أكثر من مباراة مهمة. وأمسى راموس ثاني الهدافين في فريق ريال مدريد لهذا الموسم، وذلك بعد أن رفع رصيده إلى 10 أهداف خلف كريم بنزيمة الذي سجل 18 هدفاً.

أما كريم بنزيمة فله فضل كبير في تحقيق ريال مدريد الانتصارات هذا الموسم بشكل عام وفي المباريات الأخيرة الحاسمة بشكل خاص. وسجل الفرنسي هدف التقدم في مرمى ديبورتيفو ألافيس، وصنع هدف الفوز أمام فريق إسبانيول، وسجل الهدف الثاني في مرمى ريال سوسييداد، وسجل هدفين في مرمى فريق فالنسيا.

صلابة كورتوا

عانى الحارس البلجيكي تيبوا كورتوا من بداية سلبية مع ريال مدريد ولم يتأقلم بسرعة مع المجموعة، وتعرّض لانتقادات كثيرة مع بداية الموسم بسبب كثرة الأهداف التي يتلقاها في مرماه. لكنه تحوّل فجأة مع زيدان إلى حائط الصد الأول في دفاع النادي "الملكي"،  وأمسى أفضل حراس "الليغا" وأوروبا أيضاً في موسم 2019-2020.

وتلقى مرمى كورتوا 21 هدفاً بنسبة 0.6 هدف كل مباراة، وهو يتصدر قائمة أقل الحراس تلقياً للأهداف. في وقت حافظ البلجيكي على نظافة شباكه في 19 مباراة، وهو في المركز الأول أيضاً، متفوقاً على كل من حارس أتلتيكو مدريد يان أوبلاك (15 مباراة)، وحارس مرمى خيتافي لياندرو شيشيزولا (14)، وحارس أشبيلية ياسين بونو (14) وأخيراً حارس برشلونة تير شتيغن (13).

في المقابل، وصلت نسبة تصديات كورتوا إلى (2.1) في كل مباراة، وهو يحتل المركز الـ16 رفقة تير شتيغن، وهذا الرقم ليس سلبيا، بل يعكس عدم تعرّض الأندية الكبيرة للكثير من الفرص أمام المرمى. وساهمت كل هذه الأرقام في تكوين دفاع قوي ساهم في وصول ريال مدريد إلى ما وصل إليه.

دفاع قوي

ببساطة يقول "السير" أليكس فيرغيسون إن الهجوم القوي يُحقق الانتصارات بينما الدفاع القوي يُحقق البطولات. هذه المقولة تنطبق حرفياً على ريال مدريد هذا الموسم أو باختصار ريال مدريد بعد فترة التوقف، إذ أن الفريق تلقى هدفين فقط في آخر 8 مباريات، وخرج بشباك نظيفة في أخر 5 مباريات.

وبعيداً عن صلابة الحارس تيبوا كورتوا هذا الموسم وحرمان المنافسين من أكثر من هدف مُحقق، لعب دفاع ريال مدريد المُكون من راموس، مارسيلو، فاران، كارباخال، ميندي وميليتاو دوراً كبيراً في الدفاع عن المرمى بشراسة وقوة وتجنب التعرض للخسارات في الموسم الكروي.

وفي 35 مباراة خاضها النادي "الملكي" تلقّت شباكه 21 هدفاً فقط، وهو أفضل خط دفاع في "الليغا" هذا الموسم، حتى أنه تفوق على دفاع أتلتيكو مدريد لأول مرة، إذ أن الأخير تلقى 26 هدفاً، في وقت تلقى برشلونة مثلاً 36 هدفاً هذا الموسم.

الفعالية الهجومية

ربما يكون برشلونة هو الأقوى هجومياً في "الليغا" بتسجيله 79 هدفاً، وربما كل الأرقام الهجومية هذه لمصلحة النادي "الكتالوني"، إلا أن ما ساعد ريال مدريد على تحقيق الانتصارات أيضاً هي الفعالية الهجومية داخل منطقة الجزاء.

ففريق زيدان الذي عانى مع بداية الموسم من مشكلة ترجمة الفرص التي يحصل عليها أمام المرمى وعدم قدرته على التسجيل المُستمر، وجد الخلطة السحرية بعد الاستئناف وأمسى واحدا من أكثر الأندية الإسبانية التي تستغل الفرص التي تحصل عليها.

كرة عالمية
التحديثات الحية

ببساطة، لم يفشل ريال مدريد في هز الشباك في المباريات الـ11 الأخيرة في "الليغا"، وسجل الفريق 18 هدفاً، وهو ما ساهم طبعاً في تحقيق الانتصارات وتجنب الخسارات، وبالتالي تقريبه أكثر فأكثر من لقب الدوري بعد ابتعاد لموسمين عن منصة التتويج.

ويتبقى أمام ريال مدريد مباريات ضد غرناطة وفياريال وليغانيس، والفوز على الأول والثاني سيضمن التتويج باللقب، أما التعثر في أي منهما فسيعني تأجيل التتويج إلى الجولة الأخيرة. ومن المرجح أن يُنهي النادي "الملكي" المهمة من دون تعقيدات نظراً للأداء القوي الذي يُقدمه منذ عودة المباريات وقدرته على حسم المباريات الصعبة بشق الأنفس وحصد النقاط الكاملة.

المساهمون