شنّت قوات الشرعية في اليمن عملية برية لتحرير محافظة مأرب من مليشيات الحوثيين، التي تحاول استعادة سيطرتها على سلسلة مرتفعات منطقة الدحي الاستراتيجية، غرب مدينة تعز، في حين تدفق المئات من محافظات جنوب اليمن إلى عدن، للالتحاق بالمؤسسات العسكرية والأمنية.
وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الشرعية بدأت عملية برية لتحرير مأرب والمحافظة تشهد مواجهات عنيفة في مناطق الجفينة وذات الراء، فضلاً عن مناطق جنوب غرب مأرب".
وتساند "قوات من الحرس الجمهوري، الموالية للمخلوع صالح، الحوثيين في المعارك، التي تستخدم فيها الدبابات والمدرعات والمدفعية الثقيلة"، طبقاً للمصدر الذي أشار إلى "مساندة طائرات التحالف العربي قوات الشرعية".
واندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة والحوثيين، في مزارع الفاو جنوب غرب مدينة مأرب، بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسط غارات لمقاتلات التحالف على مواقع الحوثيين.
وأشار مصدر عسكري إلى أن "العشرات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وصلت، اليوم، إلى صافر بمأرب عبر منفذ الوديعة". كما وصلت 8 مروحيات أباتشي إلى مطار مستحدث بصافر.
وفي السياق ذاته، اتصل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبد الرب الشدادي، للاطلاع على الاستعدادات العسكرية.
وتعهد هادي بـ"دعم المنطقة العسكرية الثالثة بكافة الأسلحة والذخائر استعداداً لمعركة الفصل التي سيتم الإعلان عن ساعة الصفر لها في الوقت المناسب".
في موازاة تطورات مأرب، تسعى مليشيات الحوثيين في تعز إلى استعادة سيطرتها على سلسلة مرتفعات منطقة الدحي الاستراتيجية غرب المدينة، وذلك بعد أن دفعت بتعزيزات عسكرية عبر منفذ شارع الستين.
وتقدمت التعزيزات إلى المناطق القريبة من جامعة تعز الحكومية، واقتربت من منطقة حبيل سلمان.
وقال الناشط الميداني، باسم الزريعي، لـ"العربي الجديد" إن "مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تقصف مرتفعات وادي الدحي، تمهيداً لاقتحامها".
وأضاف أن "مجموعة من مسلحي المليشيات الحوثي حاولت التسلل إلى تبة الحصب، المطلة على مناطق الدحي، للانقضاض على نقطة تفتيش تابعة للمقاومة".
وتمكنت المقاومة من صدّ الهجوم الحوثي على جبل الدحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة.
وتوعد الضابط في الجيش الموالي للشرعية، أكرم الزعيم، خلال حديث مع "العربي الجديد"، مليشيات الحوثي وقوات المخلوع بـ"مصير حاسم مماثل لما حصل لها في معارك جبل صبر".
وأوضح أن "حشوداً من قوات الشرعية ستتجه من جبهة صينة لمساندة المقاومة في منطقة الدحي"، مشيراً إلى "اعتقال كل من يشتبه في تعاونه مع مليشيات وقوات الانقلاب".
كذلك، وقعت اشتباكات في منطقة الجحملية شرق تعز، مما أدى إلى مقتل عنصر من المقاومة و3 من الحوثيين، وسط غارات للتحالف على معسكر أبو موسى الأشعري بمدينة الخوخة.
كما قصفت البوارج البحرية التابعة للتحالف مواقع للمليشيات في منطقة الزهاري.
اقرأ أيضاً: غارات للتحالف قرب صنعاء ومخاوف على الوضع الإنساني بتعز
وفي شبوة، أكدت مصادر قبلية في منطقة بيحان لـ"العربي الجديد" أن "8 من المليشيات قتلوا أثناء استهداف مركبتهم بعبوة ناسفة، فيما شنت طائرات التحالف غارات عليهم في بيحان وعسيلان".
أما في إب، فقد تركزت الاشتباكات في مناطق العدين وحزم العدين، فضلاً عن جبل بعدان. وشكى مصدر في "المقاومة" نقص السلاح وسط حصار المحافظة والمناطق الوسطى من قبل المليشيات.
إلى ذلك، تدفق المئات من محافظات جنوب اليمن إلى عدن، من عناصر "المقاومة" وغيرهم من الشباب، من الراغبين في الالتحاق بالمؤسسات العسكرية والأمنية.
ويتجه هؤلاء إلى مقار التسجيل في المعسكرات، ويقومون بتقديم ملفاتهم إلى اللجان المختصة، بعد توزيع قيادة الجيش أكثر من خمس وأربعين استمارة، في محافظات إقليم عدن الأربع، عدن ولحج والضالع وأبين.
هذا الإقبال يتكرر أيضاً في مأرب والعبر، وفق ما أكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثالثة لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "مأرب ومنطقة العبر تستقبلان يوميا المئات من الراغبين في الالتحاق بصفوف الجيش من مختلف محافظات اليمن".
اقرأ أيضاً: اغتيال قيادي في "المقاومة" في عدن