يلفت هاو، والذي يعرف في عمّان باسم سامي على عادة المستعربين الصينيين الذين يكتسبون اسماً عربياً، إلى تقديم مقترحات لوزارة الثقافة الصينية لمواقع في العاصمة الأردنية لتأسيس المركز عليها، والذي من المتوقع أن يفتتح نهاية العام الجاري، استناداً إلى مذكرة تفاهم تمّ توقيعها بين البلدين في أيلول/ سبتمبر سنة 2016 في بكين.
تهدف الاتفاقية التي وقعتها الحكومتان أمس الإثنين في وزارة الثقافة الأردنية إلى إقامة مركز ثقافي صيني في عمّان، يقوم بالترويج للغة والثقافة والفن الصيني والتعريف بها للأردنيين من خلال إقامة أنشطة تعليمية متنوعة، وإقامة المكتبات وغرف القراءة، وعرض الأفلام، بحسب بنود الاتفاقية.
"العلاقات الثقافية بين الأردن والصين تتقدّم بشكل جيد"، يوضّح هاو في إشارة منه إلى مواصلة تنظيم "أيام السينما الصينية" كلّ عام، والمشاركة بفرق وعروض في المهرجانات الأردنية، ومنها "جرش للثقافة والفنون"، وإلى إقامة مهرجان فنون ومتدى للأدب العربي بتنظيم من اتحاد الكتاب في البلدين.
يضيف هاو أن أبرز الخدمات الثقافية التي سيقدّمها المركز تتمثل في إنشاء مكتبة عامة سيتم ربطها رقمياً بــ"المكتبة الوطنية الصينية"، حيث يستطيع الزائر من الاستفادة من أكثر من 26 مليون عنوان تشتمل عليها الأخيرة، بعدّة لغات من بينها العربية.
ويشير إلى أن المركز سيقيم دورات لتعليم اللغة الصينية، وفنون الرسم، والحرف اليدوية، إلى جانب ورشات تقنية متخصّصة في المسرح وغيره من الفنون، كما سيستمر التعاون مع مؤسسات أردنية لإقامة عروض وفعاليات سينمائية ومسرحية وموسيقية وأدبية، وكذلك في التعرّف على التراث وثقافة المجتمع الصيني في الصناعة والتكنولوجيا والرياضة والإعلام.
ينبّه هاو إلى أن هناك توجّهاً لدى حكومة بلاده بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الصينية، وهناك مشاريع مستقبلية قد ترى النور قريباً، إضافة إلى مشاركة بكين في "معرض عمّان الدولي للكتاب" في السنوات الثلاث الماضية وإلى إمكانية التعاون مع ناشرين محليين في مجال الترجمة والنشر، داعياً المثقفين الأردنيين إلى اعتبار المركز ملتقى لتبادل الأفكار بين الثقافتين العربية والصينية.