"المحرس للفنون التشكيلية": تنمية الهامش بصرياً

16 يوليو 2019
(المحرس، نصب وُضع ضمن دورة سابقة)
+ الخط -

يشكّل غياب هوية متخصّصة وتراجع التمويل عاملين أساسيْن لذهاب العديد من التظاهرات الثقافية في تونس إلى تقديم أنشطة متنوعة لا تنتظم في توجّه أو شكل إبداعي محدد، إلى درجة يصبح موضوعها الرئيسي، أو التي أنشئت أساساً من أجله، هامشياً في البرمجة.

لا تشذّ عن ذلك أيام "مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية" التي تنطلق فعاليات دورتها الثانية والثلاثين عند التاسعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، وتتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري في المدينة التي تحمل اسمها.

يبدو أن الهدف من إقامة هذه التظاهرة في ثمانينيات القرن الماضي يتصل بتنمية منطقة مهمشّة ثقافياً لابتعادها عن المراكز الكبرى، لذلك حرص المنظّمون على وضع التنصيبات الفنية والجداريات التي يصمّمها الفنانون المشاركون في ساخات المدينة وفضاءاتها العامة.

كما أن الاستمرار لأكثر من ثلاثة عقود يمثّل نجاحاً نسبياً، خاصة مع الإعلان أن ميزانية الدورة الحالية تقدّر بـ 110 آلاف دينار تونسي (حوالي 35 ألف دولار)، علماً أن المهرجانات التي تتخصّص في الفنون البصرية تكلّف أضعاف هذه الأرقام.

تحت شعار "من أجل إبداع يرتقي بجودة الحياة"، تنطلق الأيام بمشاركة أكثر من خمسين فناناً من 14 بلداً عربياً وأوروبياً، منها المغرب، والجزائر، ومصر، وفلسطين، وعُمان، ولبنان، والعراق، وليبيا، وفرنسا، وإيطاليا، والسويد، وتركيا.

الافتتاح الرسمي سيكون غداً بعرض كرنفال في الشوارع الرئيسية للمدينة تشارك فيه فرق "طبال قرقنة"، و"نفر الطبول"، وعرض "الفصول الأربعة" للفنانة نسرين الشعبوني، إلى جانب افتتاح المعارض التشكيلية الرسمية التي تتوزع على "مدينة الثقافة" و"حديقة الفنون" و"قاعة عبد العزيز الرقيق".

تقام ورشات عمل تنتظم طيلة أيام التظاهرة، واحدة متخصصة في التصوير الفوتوغرافي، وأخرى في تصميم الجداريات والمجسمات، وثالثة في النحت، إلى جانب ورش موجهة للمجتمع المحلي من أطفال وهواة في الفنون المختلفة.

كما تقام عدّة عروض موسيقية لكلّ من نصر بوراوي وعلي كمون و"فرقة أجراس"، ثم تفتتح المعارض التي تضمّ أعمال المشاركين في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وتتواصل لثلاثة أيام.

دلالات
المساهمون