"المتحف المصري": آثار مستعادة وأخرى منسية

16 يناير 2016
(من المعروضات)
+ الخط -

قبل ست سنوات، أقام "المتحف المصري" في القاهرة معرضاً خاصّاً بالقطع الأثرية المُستردّة، حمل عنوان "كنوز مسروقة.. استعادة تراث مصر". وقد تكرّرت التجربة في سنوات 2011 و2014 و2015. 

أوّل أمس، وتزامناً مع "عيد الأثريين المصريين"، الذي يصادف الرابع عشر كانون الثاني/ يناير من كلّ عام، أعاد المتحف التجربة من خلال افتتاح معرض جديد يستمرّ حتى 29 شباط/ فبراير المقبل.

يضمّ المعرض قرابة 200 قطعةً تُعرض للمرّة الأولى، استعيدت سنتي 2014 و2015 من فرنسا وأميركا وألمانيا والدنمارك وبريطانيا وبلجيكا والنمسا وجنوب أفريقيا.

تعود المعروضات إلى فترات تاريخية مختلفة، كما تتفاوت من حيث أحجامها: أقدم المعروضات هيكلٌ عظمي بشري طولُه 160 سنتيمتراً، يعود إلى أكثر من 35 ألف سنة، ويُعتبر ثاني أقدم هيكل في البلاد.

وبحسب وزير الآثار المصري، فقد اكتشفته بعثة أثرية بلجيكية سنة 1980 في محافظة سوهاج جنوب البلاد، وأخذته إلى "جامعة لوفان" بدعوى ترميمه، لكن لم يتمكّن الجانب المصري من استعادته حتّى العام الماضي، بعد محاولات حثيثة استمرّت سنوات بحسب الوزير. 

أكبر القطع تابوت خشبي مستطيل ومزخرف بقلادة عريضة، يرجع إلى العصر المتأخّر، وانتهت معه آخر أسرة فرعونية حاكمة (نحو 1085 - 332 قبل الميلاد). استُعيد التابوت من أميركا عام 2014 ضمن قطع أخرى، بعد أن ضُبط عام 2009 في مرآب لتصليح السيارات في نيويورك التي قدم إليها من مدينة دبي.

كما يضمّ المعرض عملات معدنية أثرية تعود إلى العصر الروماني ضربت في مدينة الإسكندرية، يحمل بعضها صور الإمبراطور تيبريوس الذي حكم بين عامي 14 و37 م، وبعضها يحمل صورة الإمبراطور كلاوديوس الأول الذي حكم بين عامي 41 و54 م، وأيضاً صور الإمبراطور نيرون الذي حكم بين عامي 54 و68 م.

أمّا أحدث المعروضات، فهي أجزاء خشبية مُطّعمة بالعاج والأبنوس انتُزعت من منبر مسجد "الأمير غانم البهلوان"، وهو من أمراء المماليك، وقد ضبطت في كوبنهاغن بعد سرقتها عام 2008.

إضافةً إلى تقديمه قطعاً تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور، يضيء المعرض على "الجهود القانونية والدبلوماسية لاسترداد الآثار المصرية المسروقة والموزّعة عبر العالم".

لكن المسكوت عنه في هذا المعرض هو نسبة ما استعيد إلى نسبة ما سرق، سيما السرقات الكبيرة في الفترة الاستعمارية والتي قامت بها دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا. هذا إلى جانب الآثار التي جرى "إهداؤها" إلى شخصيات دولية سيما في زمن حكم السادات وحكم مبارك.


اقرأ أيضاً: علم الآثار.. سيناريوهات تاريخية مغالطة

المساهمون